"أبواب الجحيم لن تقوى
عليها"
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org
تمهيد:
تُستخدم هذه العبارة "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" في كلّ مرّة
تواجِه احد "رجال الدين" باللباس عمّا يدور في الكنائس من تشرذم وانسلاخ
وخلافات وقتال ورفع أيدي داخل قدس الأقداس،
وعدم سعي الخوري لرأب الصدع بين الرعية وفشل الخوري في جذب كل أبناء الرعية
وجمعهم تحت كنفه، يتشدّق وبكل صلافة لابس الثوب الأسود:" أبواب الجحيم لن
تقوى عليها".
يا خوري باللباس،لا خلاف بالمقولة ولا جدال في ذلك، ولكن حتى هنا تُظهر
جهلك وغباوتك في النص المقدّس، وهذا ليس بجديد بالنسبة للعديد من لابسي الثوب الأسود،
فلو ساب الخوري باللباس الكنيسة، وترك الرعية لوحدها ولا يقيم القداس، أيتشدّق
الخوري :" أبواب الجحيم لن تقوى عليها"؟ أليس خلفاء بطرس يرثون الرئاسة؟
هل الجلوس على الكرسي صُوريّ أم التقيد ببطرس وتعاليمه؟ بحسب الكنيسة الكاثوليكية
وحتى الاورثوذكسية التي ترى الأسقف أيضا خليفة لبطرس وبالتعليم والإيمان هذا إذا
كان المطران بحسب تعاليم الإنجيل والقوانين الرسولية وينشغل في الرعية والرعاية
ويعترف بالإيمان القويم، وليس لجمع الأخبار عن المواطنين وكأنّ هدفه سياسيّ
لمرسليه وحزبه، ولو تعقّبنا سيرته الذاتية الكهنوتية فبئس وبؤس الحال،فإذا كان
قاضي الشعب بهذا الحال فما بالك بالشعب.
أليست الكنيسة هي المسيح؟ أليس القصد "الإيمان بالرب وتعاليمه"؟
أليس المسيح هو الصخرة؟ وصخرتك هي عملك وروحك؟ أليست الصخرة الإيمان الذي هو أساس
الكنيسة؟فإن كنت صخرة تكون كنيسة وان كنت في الكنيسة فأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
هل المسيح يبني كنيسته على إنسان مهما كان؟ واليس القصد يا خوري " دك
ثور " أن الكنيسة ستؤسس على هذا الإيمان الذي نطق به بطرس؟
المسيح يا خوري هرطوقي عاشق أسّس كنيسته على صخرة الإيمان القويم والإيمان
بالرب كإبن الله، والكنيسة أيها المُلحد، هي التي يقودها المسيح هي كنيسة بصلواتها
وتسابيحها وتهاجم أبواب الجحيم وتسحقها بالإيمان القويم والعقيدة الصحيحة المُسَلّمة
وليس "ابواب الجحيم لن تقوى عليها" مع خوري خوري هرطوقي كافر ملحد، كلا
بل تقوى عليها قوى الشيطان وتسحقها لانها مبنية على خوري خائن للرب يتستر وراء هذه
العبارات ليخفي جهله وخيانته.
مهما كان القصد من بناء الكنيسة على بطرس المستند على الرب المسيح وهناك
تفاسير كثيرة حول القول ما القصد من الصخرة هل المسيح أم بطرس؟ ولكن مهما كان
التفسير بين كلاهما،الغاية واحدة :الإيمان الثابت القويم الصحيح مع الصلوات
والتسبيح،.فمن يستند على لغة المسيح الآرامية فالمقصود هو بطرس{الجبان الشكّاك}
ولكن المعنى للكلمة" الصخرة" لتثبت الإيمان الثابت غير المتزعزع فعندها
أبواب الجحيم لن تقوى عليها،أما أن نهجرها بهرطقة هذا الخوري أو ذاك المطران
ونتشدق "أبواب الجحيم لن تقوى عليها"فهذه هرطقة وكفر والحاد،وإلا لماذا
مطالب الأسقف بالسهر والرعاية الخ.
"أبواب الجحيم لن تقوى
عليها".
ورد في إنجيل متّى البشير { 18 :16 }:" وأنا أقول لك أنتَ صخر وعلى
الصخر هذا سابني كنيستي،فلن يقوى عليها سلطان الموت".{بعض الترجمات استخدمت أبواب
الجحيم لن تقوى عليها}.
تفَسّر دار المشرق:" صخر، ترجمة عربية للإسم الآرامي كيفا { ي.ش כיפא} راجع
يو 42 :1 و 1 قو 12 :1 وغل 18 :1 ، و " كنيسة الكلمة اليونانية ترجمة راجحة
لكلمة " كاهال" { ي.ش קהל} العبرية التي تعني
الجماعة،ويدل هذا اللفظ هنا على الجماعة الجديدة التي أسسها يسوع وصار بطرس
صخرتها. يوافق هذا تصريح يسوع ما قام به بطرس،بحسب العهد الجديد في دور
رفيع في اوّل أيام الكنيسة{مت 18 :4 و 1 :17 و أع 15 _13 :1 و1 :3 و 5 :10 ويو 69
_67 :9 و 23 _15 :21 وغل 7 :2 }.الكنيسة اللاتينية تفسر "ان الكنيسة على
بطرس" لن ندخل في هذا السجال لذلك اوردت التفسيرين.
وتستند الكنيسة الكاثوليكية إلى هذا النص وتبني عليه تعليمها القائل بأن
خلفاء بطرس يرثون رئاسته ويعتقد التقليد الاورثوذكسي بان جميع الأساقفة المعترفين بالإيمان
القويم في أبرشياتهم هم خلفاء بطرس وخلفاء سائر الرسل ،أما مفسّرو الإصلاح فلا
ينكرون ما كان لبطرس من مكانة ودور مُميّز في نشأة الكنيسة ولكنهم يرون أن يسوع لا
يستهدف هذا إلا شخص بطرس".
بحسب تفسير الآباء الأولين {راجع تادرس يعقوب ملطي: من تفسير وتأملات
الآباء الأولين.الإنجيل بحسب متى البشير ط سنة 2003 ،كنيسة الشهيد مار جرجس
باسبورتنج.متوفر في مكتبتنا}.
:"يفسر القديس اغسطينوس لفظة بطرس Petra أي صخرة والرب لم يقل أنت صخرة
بل أنت بطرس Tu es Petra انه لم يقل
له أنت صخرة بل أنت بطرس Tue s Petrus فان الصخرة
كانت المسيح. ولكتهم شربوا شرابا روحيا واحدا فقد كانوا يشربون من صخرة روحية
تتبعهم وهذه الصخرة هي المسيح{ ي.ش من الجدير التنويه لتفسير كيرلس الاسكندري
لمعنى الصخرة هنا وعلاقتها بالافخارستيا} { 1 كو 4 :10 } التي اعترف بها سمعان كما
لو اعترفت الكنيسة كلها لذلك دُعى بطرس.ومن ينتقد هذا التفسير ان الرب تكلّم
الآرامية وليس اللاتينية،
ويوحنا الذهبي الفم: انه على هذا الإيمان
وعلى هذا الاعتراف ابني كنيستي لقد اظهر بهذا أن كثيرين يؤمنون بما اعترف به بطرس
كما انه بهذا رفع من روحه وجعله راعيا.
والقديس جيروم: كما انه هو النور ويهب تلاميذه أن يدعوا"نور
العالم" كذلك نالوا الأسماء الأخرى من الرب لقد أعطى لسمعان الذي آمن بالمسيح
الصخرة أن يُدعى بطرس الصخرة.
والعلامة اوريجينوس: من يتمثّل بالمسيح فهو صخرة.
والقديس امبروسيوس: عظيمة هي محبة المسيح الذي أعطى كل ألقابه لتلاميذه
فيقول :أنا هو نور العالم"{ يو 12 :8 } ومع ذلك يعطي من طبعه لتلاميذه
قائلا" انتم نور العالم" {مت 14 :5 }
" أنا هو الخبز الحي" { يو 35 :6 } ونحن جميعا خبز واحد { 1 كو
17 :10 } يقول:أنا هو الكرمة الحقيقية" { يو 1 :15 } ويقول لك" غرستك
كرمة سورق زرع حق كلها" { ار 21 :2 }.
المسيح هو الصخرة، كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح
{ 1 كو 4 :10 } ولم يحرم تلاميذه من هذا الاسم فهو أيضا صخرة،أن تكون لك صلابة
الصخر،صخرتك هي عملك، وهي روحك، وعليها تبني بيتك فلا يقدر عاصف من عواصف الروح
الشرير أن يسقطه.صخرتك هي الإيمان الذي هو أساس الكنيسة،فان كنت صخرة تكون كنيسة
وان كنت في الكنيسة فأبواب الجحيم لن تقدر عليك، هذه التي أبواب الموت.
أما تفسير انطونيوس فكري{من موقع تقلا}:" أنت بطرس وعلى هذه الصخرة
ابني كنيستي:المسيح لا يبني كنيسته على إنسان مهما كان هذا الإنسان.ولكن معنى
الكلام أن الكنيسة ستؤسس على هذا الإيمان الذي نطق به بطرس،إن المسيح هو ابن الله
الحيّ،وباتحادنا به خلال المعمودية نصير أولاد الله وندخل إلى العضوية في الملكوت
الروحي الجديد وننعم بحياته فينا، نحمله داخلنا كسرّ حياة أبدية والخلاص يعني أيضا
استعادة الحياة الفردوسية بأفراحها ونحن على الأرض ويكون لنا سلطان على ابليس وعلى
الخطية. ولاحظ قول الكتاب " أنتَ {مذكر } بطرس وعلى هذه {مؤنث} الصخرة،إذا
الصخرة هي ليست بطرس لان الصخرة التي تبني عليها الكنيسة هي المسيح نفسه{1 كو 4
:10 } والمسيح هو حجر الزاوية { 1 بط 6 :2 } وكلمة بطرس مشتقة عن اليونانية Petra
أي صخرة،فالمسيح أسس كنيسته على صخرة الإيمان
به كابن الله والمسيح لم يقل له أنت Petra بل قال له أنت Petrusا بواب الجحيم لن تقوى عليها.
أبواب الجحيم هي إشارة لقوى الشر وهذه لن تنتصر على الكنيسة بل ولا الموت
قادر أن يسود على المؤمنين.بل هم سيقومون من الموت في الأبدية، هذا إذا كان إيمانهم
صحيحا كإيمان بطرس، وهي أيضا تشير للتجارب والحروب ضد الكنيسة والمؤمنين سواء كان
مصدرها الشيطان أو بشر يحركهم شياطين فابن الله الصخرة وحجر الزاوية هو بنفسه الذي
يسند كنيسته ولن تنهار.
وتشير لأن الكنيسة التي يقودها المسيح هي كنيسة بصلواتها وتسابيحها تهاجم أبواب
الجحيم،تهاجم الشيطان الذي هزمه المسيح،والكنيسة تكمل عليه وهناك مثال لذلك،فيوأب
حينما كان يحارب جيش ابشالوم،وتعلق ابشالوم في الشجرة ضربه يوآب وطلب من جيشه أن
يجهزوا عليه فضربه كل واحد بسهم. وهكذا نجد أن المسيح بصليبه ضرب الشيطان فصار
عدوّ مهزوم وصلوات الكنيسة تكمل عليه ولن يقوى عليها".
خلاصة: مهما الفرق بين التفسير ،هل القصد بطرس وعليه بنيت الكنيسة ام
المسيح لكن في الحالتين:الإيمان القويم السليم الصحيح المعتمد غير المتزعزع
والمبني على التقليد والتسليم المقدس وبإيحاء من الروح القدس وكلمة الرب في كتابه
الإنجيل المقدس.
" والبطريرك هو المؤتمن على الحفاظ على هذا التراث الكنسي...فهي تأمر
بحفظ الطقوس وتعزيزها بعناية وورع" { ق 39 } " بان يُعنى من يرئسون
الكنائس المستقلة وجميع الرؤساء الكنسيين الآخرين، عناية فائقة بصَون طقسهم بأمانة
وممارسته بدقّة، ولا يقبلوا أي تغيير فيه. وعلى الاكليريكيين الآخرين وجميع أعضاء
مؤسّسات الحياة المكرّسة ان يحافظوا بأمانة على طقسهم الخاص، ويزدادوا يومًا بعد
يوم معرفةً وممارسةً أكمل له وعلى المؤمنين الآخرين أن يُعزّزوا معرفتهم لطقسهم
وإجلالهم له والمحافظة عليه في كل مكان" { ق 40 بند 3 _1 }.
أما بالنسبة لدور الأسقف فنقرا { في
ص ،ل}:" ليسهر الأسقف الأبرشي بكونه مُنشّطًا وحارسًا للحياة
الليترجية باجمعها في الأبرشية الموكولة له، على تعزيزها أشدّ التعزيز، وتنظيمها
بحسب رسوم كنيسته وعوائدها المشروعة" { ق 199 بند 1 }.{وإذا يجهل القوانين
وما من احد يسمعه}
ويضيف استنادا الى مجمع الكنائس في العام 1997 في الرقم 23 :" يقوم
دور الأسقف بالسهر على أن تعزّز الحياة الليترجية أشدّ التعزيز، وان تنظّم بحسب
رسوم كنيسته ذات الشرع الخاص وعوائدها المشروعة. فالأسقف إذن لا يتصرّف على أساس
حكمه الذاتي او العوائد المحلية ولكن يرجع الى التراث العائد بكنيسته ذات الشرع
الخاص. وبذلك تصبح سلطة كل أسقف مشاركة في سلطة تسوس الحياة الليترجية التي تعود
الى الكنيسة ذات الشرع الخاص... وعلى الأسقف بدوره كمنسّق للحياة الليترجية، ألا
يتصرف استبدادا، او يكفل تصرف جماعات او فئات. ولكن عليه بالاتحاد مع اكليروسه، ان
يكون حارسًا متنبّهًا لذاك الضمير الليترجي الحاضر والعامل في الذهن الحيّ لشعب
الله الموكولة إليه رعايته. وكما أنّ شعور المؤمنين جازم في فهم عقيدة الإيمان كذلك هو ايضًا في
الحفاظ على الاحتفال بالإيمان. وعلى الشعب من جهته ان يكون أمينًا لإرشادات
الراعي، مجتهدًا في فهمها وتنفيذها".
ويضيف { ص م ون }:" ونأمر الجميع بالتقيّد بهذا النص وبكلّ الترتيبات
والمميزات الطقسية الواردة فيه.. إنّ
مسؤولية احترام النص الرسمي لكتاب الليترجيات بحذافيره دون زيادة او نقصان
والمحافظة عليه، هو إلزام مرتكز على الشرع الكنسي، وليس موضوع خيار شخصي حرّ...
يعلم الجميع ان وحدة الطقوس الليترجية هي أساس الوحدة الكنسية الداخلية في كنيستنا
المقدسة..كنيسة رومية ملكية كاثوليكية واحدة. نصوص طقسية واحدة. كتب طقسية واحدة
.وألحان عامّة واحدة".
ويضيف:" المطران في أبرشيته
هو المسؤول الأول الذي يسهر على تنفيذ قرارات السينودس. علينا ان نراعي
عموما المبدأ اللاهوتي والليترجي المعروف بالمحافظة على القداس الواحد في الكنيسة
الواحدة على المذبح الواحد للكاهن الواحد وحدها الخدمة الرعوية تسمح للكاهن الواحد
بقداسين، او ثلاثة على الأكثر بإذن من مطران الأبرشية، على ان يكون متّسع كافٍ من الوقت بين القداس والآخر، بحيث يتمكن الكاهن
من إقامة الاحتفال كاملا، من غير ان يشعر بإرهاق نفسي او روحي او جسدي".
"أكثروا من عمل الرب كل حين"
"ملعون ابن ملعون كل من ضل عن وصاياك يا رب من
الاكليروس"
"القافلة تسير والكلاب تنبح"
|