عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الختن

"الختن _ الخدر"

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف_www.almohales.org

في الأسبوع العَظيم المُقدّس نقرأ بصلاة " الختن" :"هوذا الختن يأتي في نصف الليل...وإنّني أشاهد خدرك مُزيّنًا يا مخلّصي..".

يبقى السؤال :لماذا اختار الآباء اللفظة" الختن بدلا من العريس والخِدر بدلا من الغرفة"؟ نعرض بعض المعاني على أمل ان نوضح استخدام هذه الكلمات عن غيرها،وفي مقدّمة كتاب " صلاة النوم الكبرى وقفنا بإسهاب عن هذه المعاني}.

فهْم التعابير المسيحيّة واستخدام الآباء القدّيسين لها، ليس من باب الصدفة ولا من فراغ للتسلية، بل كلها بإيحاء ربّاني ملهم لكتّاب ملهمين من الرب، وفهمهم للغة التوراة والمعنى المعجمي اللاهوتي العقائدي للألفاظ.

الختن، كلمة تنحدر للأصل السامي وتعني العريس, مضمونها تعبّر عنها الترنيمة " هاهو ذا الختن يأتي في نضف الليل" وهي مأخوذة من مثل العذارى في متى ولوقا. عشر عذارى أخذنَ مصابيحهن وخرجنَ للقاء العريس, خمسٌ منهنَ عاقلات وخمسٌ جاهلات. الجاهلات أخذنَ المصابيح بلا زيتٍ والعاقلات أخذن معهن زيتًا وأبطأ العريس فنعسنَ جميعًا ونمنَ وعند نصف الليل، علا الصياح هوذا العريس.

لذلك حذّرتنا الكبيسة في الترنيمة من أن نستغرق في النوم حتى نلقى المسيح الختن. العاقلات دخلنَ وحدهنَ إلى العرس .

"خَتن" חתן بالعبرية، زوج البنت.في الآرامية חתנא" والسريانية كذلك. بالآشورية Hatanu  بمعنى "صهْر،عريس".

و _חתונה "، مصاهرة وبالآرامية" חיתונא " والسريانية חתנותא وكلّها تفيد : الزواج".

ففي لغة عبرية التوراة،تفيد اللفظة: تجديد العهد كما ورد في سفر الخروج {انظر لاحقا خرو25 :4  } وبحسب سفر الأناشيد "يشبه الشمس" فالرب هو النور، النور البهي الجليّ المواجه للعدوّ، وإبرام العهد، فالختن المسيح هو العهد الجديد بين الرب وشعبه هو الفرح المبتهج ".

فكلّ هذه المعاني اللغوية تفيد ومعنى صلاة الختن،المُشرق في الظلمة، الفرح المهيّء لنا الخلاص.

نشيد الانشاد 11 :3 :" اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَانْظُرْنَ الْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ.".أليس الحديث عن العروس والختن.

هذه تهيئة للقيامة المجيدة للمخلّص الرب،ولن ندخل هنا في مدلول "الأربعين" مقارنة مع التوراة وتكثيف الصلوات قبل الفصح العبري والمسيحي.

والنبي ارميا ينبئ بالخراب،عند قدوم"الختن" قارن مع خراب اورشليم وبكاء الرب عليها:" وَأُبَطِّلُ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا وَمِنْ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ، صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ، لأَنَّ الأَرْضَ تَصِيرُ خَرَابًا. "{أر 34 :7  }.

عن المعنى اللغوي الحرفي:"تكوين 14 :19 :" فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. ".

أش 5 :62 :" لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ.".

وتشبيه الختن بالشمس البازغة مز 6 _4  :19 :" فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ، وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَنًا فِيهَا، وَهِيَ مِثْلُ الخَتَن الْخَارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ. يَبْتَهِجُ مِثْلَ الْجَبَّارِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ. مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ خُرُوجُهَا، وَمَدَارُهَا إِلَى أَقَاصِيهَا، وَلاَ شَيْءَ يَخْتَفِي مِنْ حَرِّهَا. ".

وتجديد العهد خرو25 :4 :" فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي».".

أليس المسيح الختن أبطل العهد هذا بمعموديته، ختن المعمودية بدلا من عروس دمٍ.

اشتقاق اللفظة " חותן" لوالد البنت ينظر خروج 6 ،2 :18 وأم البنت" חותנת" تث 23 :27 للمزيد:" 1 صم 23 :18  وعزرا 14 :9 و2 أخبار 1 :18 وار34 :4 وصف العريس المبتهج فرحا ولباسه الفاخر واش 5 :62 واش 10 :61 .

والنصوص بالعربية حسب ما أسلفنا{خروج 18 إلخ}:" فَأَخَذَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى صَفُّورَةَ امْرَأَةَ مُوسَى بَعْدَ صَرْفِهَا،فَقَالَ لِمُوسَى: «أَنَا حَمُوكَ يَثْرُونُ، آتٍ إِلَيْكَ وَامْرَأَتُكَ وَابْنَاهَا مَعَهَا».مَلْعُونٌ مَنْ يَضْطَجعُ مَعَ حَمَاتِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. فَتَكَلَّمَ عَبِيدُ شَاوُلَ فِي أُذُنَيْ دَاوُدَ بِهذَا الْكَلاَمِ. فَقَالَ دَاوُدُ: «هَلْ هُوَ مُسْتَخَفٌّ فِي أَعْيُنِكُمْ مُصَاهَرَةُ الْمَلِكِ وَأَنَا رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَحَقِيرٌ؟»أَفَنَعُودُ وَنَتَعَدَّى وَصَايَاكَ وَنُصَاهِرُ شُعُوبَ هذِهِ الرَّجَاسَاتِ؟ أَمَا تَسْخَطُ عَلَيْنَا حَتَّى تُفْنِيَنَا فَلاَ تَكُونُ بَقِيَّةٌ وَلاَ نَجَاةٌ؟لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ. فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا".

ألخِدْر:

" إنّني أُشاهدُ خدرَكَ مزيّناً يا مخلّصي. وليسَ لي ثوبٌ للدخول إليه. فأبهجْ حُلّةَ نفسي ، يا مانحَ النورِ وخلّصني".

علم أصول الكلمات Etymology "التأثيل "وهو ما يتبعه الكثيرون في فهم كلمات الزمن التي استخدمت به. في زمن الفيلسوف أرسطو، كان الاعتزاز لكل يوناني يعرف أصل الكلمة ومعناها.

 لفظة  "الخدر _ خدر "،سامية الأصل، في الاوغاريتية والعربية والعبرية ايضًا، ففي سفر نشيد الانشاد 4 :3 :" وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي." {من الأفضل استخدام خدر من حجرة }وكذلك صموئيل الثاني 7 :4 :" هُوَ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرِهِ فِي مِخْدَعِ نَوْمِهِ" {خدره} كما يفسر راشي { רש"י} :" مخدع العريس، خدر الختن ".وهو الحجر" السري لا يدخله الغرباء :"كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِ" حزقيال 12 :8 {الترجمة العربية أفسدت المعنى الأصلي للعبارة العبرية חדר משכית أي غرفة داخلية لا يدخلها الغرباء حتى شيوخ بني إسرائيل لا يعلمون ما في الخدر} وفي ملوك  الأول 30 :20 تعني " الخدر داخل الخدر " للدلالة على مكانة الخدر للعريس، وفي عبرية العصور الوسطى تعني " خدر قلبه" {راجع معجم عبرية التوراة وموسوعة التوراة}.

من هنا اختار الآباء الترتيلة العظيمة في أسبوع العظيم المقدس في صلاة الختن التي تبدأ ليترجيا من مساء احد دخول الرب لأورشليم والمعروف عند العامة " احد الشعانين"، فالعريس الرب يدخل اورشليم وهنا يقوى معني اللقاء والاتحاد بالمسيح بترتيل : " إنني أشاهد خدرك مزينًا يا مخلصي " . والخدر هو المخدع الزوجي وكل نفس تسأل أن تصير عروسًا للمسيح فنرتل : " ولست أمتلك لباسًا للدخول إليه فأبهج حلة نفسي يا مانح النور وخلصني " .

إنها ترتيلة مأخوذة مِن مَثل وليمة الملك الذي أقام عرسًا لابنه فرأى الملك "رجلاً لم يكن له لباس العرس " .النفس المتواضعة تسأل الله أن يلقي عليها الحلّة لتدخل إلى العرس .وفي نشيد الانشاد 4 :1 :" اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ." { نفضل بدلا من حجاله خدره استنادا للنص العبري}.

ألخِدْر اللاهوتي

"ادعُوا إلى العُرس كلّ مَن تجدونه” {14 _1 :22 }:"وَجَعَلَ يَسُوعُ يُكَلِّمُهُمْ أَيْضًا بِأَمْثَال قَائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لابْنِهِ، وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ، فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا.فَأَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ قَائِلًا: قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ! وَلكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ، وَالْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ غَضِبَ، وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولئِكَ الْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ. ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَمَّا الْعُرْسُ فَمُسْتَعَدٌّ، وَأَمَّا الْمَدْعُوُّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ. فَاذْهَبُوا إِلَى مَفَارِقِ الطُّرُقِ، وَكُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ إِلَى الْعُرْسِ. فَخَرَجَ أُولئِكَ الْعَبِيدُ إِلَى الطُّرُقِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الَّذِينَ وَجَدُوهُمْ أَشْرَارًا وَصَالِحِينَ. فَامْتَلأَ الْعُرْسُ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ.فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ»."

أدرك آباء الكنيسة أنّ "المأدبة هي "زفاف الكنيسة على المسيح” ومائدة القربان الأقدس {عن مار غريغوريوس الكبير، "عظات حول الأناجيل، 36} كما فهموا أنّ "المدعوّين الأوّلين” الّذين رفضوا الدّعوة الملكيّة ونكّلوا بمُرسلي المليك كانوا العبرانيّين رافضي المسيح.

يُعطينا علماء الكتاب المقدّس، ومنهم الأبوان لاجرانج وديران، إنّ البشير متّى يجمع هنا مَثَلَين اثنَين، ولا يَروي مَثَلاً واحدًا، إذ لم يكن في العالم القديم تنقيط ولا فقرات. ينتهي المثَل الأوّل "بامتلاء ردهة العرس بالمدعوّين". ويبدأ المثَل الثّاني بعده: لا يشعر متّى بضرورة إعادة المقدّمة: "يُشبه ملكوتِ السّماوات ملكٌ أقام وليمة في عُرس ابنه… ودخل الملك لينظر الجلساء، فرأى هناك رجُلاً ليس عليه ثوب العرس".

حُلّة العرس هي مشاعر التّوبة وحال النّعمة و"ثوب المحبّة، إنها رباط الكمال" {كولسي14 :3 :"وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ".

هذه الجاذبية التي خلقها الصليب في أعماقنا الداخلية حتى خرج كل ما في داخلنا كعذارى نطلب العريس وحده، تولد فينا جاذبية، فلا نجري إليه وحدنا، بل ونجتذب معنا كثيرين يجرون إليه بفرح، لهذا تُناجيه النفس البشرية قائلة:اجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ،أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ،{خدره}نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ،نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ.بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ...".

تقول: "أجذبني {أنا} فنجري {نحن} إليك،أدخل {أنا}إلى خدرك، فنبتهج {نحن} ونفرح {نحن} بك ...".هذا هو سرّ الصليب وفاعليته، إنه يحمل قوة الشهادة والجاذبية، وسرّ البهجة والفرح!

الخدر الإلهي:

"أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى خدره".طلبت النفس يد العريس السماوي قائلة: "اجذبني" لكي يسندها ويمسك بها ويدخل بها إلى حجاله الروحي في أبهج لقاء.

يرى العلامة أوريجانوس النفس وهي في حالة انجذاب ودخول إلى خدر الرب صورة للمؤمنين الروحيين الذين انطلقت أذهانهم من التفسير الحرفي لكلمة الله ودخلت بقوة الروح القدس إلى أسرار الكلمة أو التفسير الروحي العميق، تدخل إلى العريس نفسه وتكشف أسرار ملكوته، هذا هو الخدر الإلهي... الذي هو تفسير الكلمة روحيًا، المشبع للنفس لا في هذه الحياة فحسب بل وفي الأبدية أيضًا، أو كما يرى العلامة أوريجانوس هو طعام النفس السماوي.

ويرى بعض الآباء أن "الخدر الإلهي"، هو "سرّ المعمودية". ففي جرن المعمودية يلتقي المؤمن بالسيد المسيح عريسًا له. يلبس الإنسان الجديد، وينعم بالملكوت الإلهي. تلبس النفس مسيحها كثوب أبيض للعرس الأبدي، تلبسه كبرّ لها لسرّ قداستها، يتجمل به، وتحيا به إلى الأبد. في هذا يقول الرسول بولس: "قد لبستم المسيح" {غلا 27 :3 :"أَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ:}

إذ تلبس النفس مسيحها برًا لها وتقديسًا لحياتها تُقارن ماضيها بحاضرها، ويرى القديس أغسطينوس النفس البشرية قبل اتحادها بالسيد كقطعة الفحم السوداء، لكنها متى اتحدت به التهبت بناره المقدسة يزول سوادها وتصير جمر نار حارة في الروح، مملوءة جمالًا. وقد قدم القديس أغسطينوس شاؤول الطرسوسي مثالًا، إذ يقول {كان الرسول قبلًا مجدفًا ومضطهدًا وضارًا، كان فحمًا أسود غير متقد، لكنه إذ نال رحمة ألتهب بنار من السماء. صوت المسيح ألهبه نارًا وأزال كل سواد فيه، صار ملتهبًا بحرارة الروح، حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه}.

ويرى القديس أمبروسيوس في هذه العبارة صورة لحالة الكنيسة التي تمتعت بالجمال الروحي، وبالإيمان تكمّلت في جرن المعمودية بنعمة الله، إذ يقول{ إذ لبست تلك الثياب خلال جرن المعمودية تقول في نشيد الأناشيد: أنا سوداء وجميلة {كاملة}يا بنات أورشليم. إنيّ سوداء خلال الضعف البشري، كاملة خلال سرّ الإيمان!}.

كما يقول أيضًا{ ألكنيسة سوداء بخطاياها، كاملة بالنعمة. إنها سوداء بالطبع البشري، كاملة بالخلاص... سوداء بأتربة الجهاد، كاملة عندما تتكلل بحلي النصرة!}.

++تادروس يعقوب مالطي :" مجموعة تفسير الإباء".

++ معجم عبرية التوراة.

++ موسوعة تفسير التوراة.

++ موسوعة التوراة والأنبياء والكتب.

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com