عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

"من لطمك على خدّك الأيمن"

"من لطمك على خدّك الأيمن"

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

مُقدّمة:

هذه الآية من نهاية خطاب الرب "التطويبات"، لم يأت الرب ليتنافس والتوراة والانبياء ولم يقل لسامعيه ان يختاروا بينه وبين ناموس موسى،المسيح هو هدف وغاية التوراة والانبياء :"إنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ."{رو 4 :10 } والمسيح يعلّمنا غاية الله والحياة فيها وبحسبها لنكون قدوة ومثالا :"وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ."{غل 5 _4 :4 }.

يستشهد المسيح من الوصايا العشر مثل" لا تقتل،لا تزني والقسم" ووصايا ترشد السامع كيفية السلوك حسب التوراة ويثبت لسامعيه سوء وعدم فهمهم للتوراة،غاية الله التغيير في القلب والعقل والطاعة النابعة عن المحبة والسلوك والحياة بحسب تعاليم الرب ليحيا الرب فينا.

خطوة بخطوة يفسّر المسيح موضّحا النصوص والمعنى الصحيح للتعاليم " روح الوصايا العشر" ولنفهم ذلك نقرأ الآيات 42 _ 38 :5 :" سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ."

لا يمكن فهم المعنى للنص الكتابي دون فهم ومعرفة الثقافة والحالة الاقتصادية والاجتماعية والدينية لفترة المسيح والبيئة اليهودية وقتها أي " تدخل لفكر وعقل" الفترة تلك.

في هذه الفترة تغذّى اليهود من الفريسيين والكتبة بتفسير الناموس،التوراة، لم تكن بيد كل فرد وغير متوفرة لكل طالب، ويتمّ التعليم في المجامع ومن شرح الحكماء:" وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ، وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ.فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ». وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «عَلَى كُلِّ حَال تَقُولُونَ لِي هذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ! كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ» وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي وَطَنِهِ. وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا،وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ. وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذَا، فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى."{لو 30 _16 :4 }.

اغلبية الشعب تنتمي لفئة "عامة الشعب"،وتتلمذوا من الفريسيين والكتبة، ومن تعلّم من الحكماء والكهنة هو من استطاع الحج لأورشليم في الأعياد. ومن عارض تعاليم الفريسيون والكتبة كان في خطر هو وافراد عائلته {راجع يوحنا الفصل 9 }.

خضع الشعب اليهودي وقتها للاحتلال الروماني القاسي ولم يعرف الجيش الروماني لطافة المعاملة وحسن السلوك مع السكان المحليين وكانوا يضربون كل من يخل بالنظام والتعاليم الرومانية بيد من حديد.

لنفهم ونشعر ونفكّر مثل الشعب السامع للمسيح وقتها ويقول لهم:" سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ." يستند المسيح على نصوص التوراة التالية الخروج 27 _23 : 21 لا20 _19 :24 وتثنية 21 :19 :"  وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ، وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلًا بِرِجْل، وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحًا بِجُرْحٍ، وَرَضًّا بِرَضٍّ. وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ، أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا، يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ عَيْنِهِ. وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ سِنِّهِ..  وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْبًا، فَكَمَا فَعَلَ كَذلِكَ يُفْعَلُ بِهِ. كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْبًا فِي الإِنْسَانِ كَذلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ.أتُشْفِقْ عَيْنُكَ. نَفْسٌ بِنَفْسٍ.عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ. يَدٌ بِيَدٍ. رِجْلٌ بِرِجْل.   "

لا بدّ من السؤال:" ما غاية الرب من هذه الوصايا؟هل تعليم الرب " العقاب محدود حسب الضرر" أي حسب الضرر يكون العقاب مقياس العقاب بحسب الضرر.

في هذه الوصايا يبلور الله بالناموس إطار العقاب.اي العقاب محدود ومنوط بالضرر والمبدأ لكل انسان مهما كان دون فرق.

لم يطلب الرب ولم يلزم المُصاب طلب اقصى عقوبة على الجاني،المُصاب دوما يمكنه المسامحة والغفران والتنازل وطالبا عقابا رمزيا،لم يلغِ الرب الاحسان والمسامحة بتاتا لكن حدّد إمكانية تخطّي الطلب بالعقاب واغلق كل إمكانية للعقاب العشوائي :" لا تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ."{ لا 18 :19 }.

اذا،يمكننا ان نتعلّم "حكم العدل" والانصاف وتهذيب النفس وضبطها من اعمال الانتقام ،ولكي نوضح ذلك نسأل : كيف يمكن " خلع او قلْع" السن بنفس المقياس كما حصل ؟ وسؤال: ماذا يحدث لو اثناء كسر السن انكسر اكثر مما فعل المُؤذي؟واغلبية اليهود فهموا التعويض يكون ماديّا { قارن والعادات عند العرب الديّة} لأنه فعليا لا يمكن قطع اليد والرجل والسن بنفس المقدار تماما.

غاية الرب بالتفسير ليوضح ان الفريسيين والكتبة أخطأوا بتفسير الناموس { متى 20 :5 }  لان الفريسيين طالبوا بالانتقام واقصى العقوبات ولم يفهموا رحمة الرب ومحبته ومغفرته، آمن الفريسيون بكراهية الأمم وعاملوهم كعبدة اوثان .

مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا

وعلّمهم الرب :"«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ." هذه الامثال التي يضربها الرب لا تشكل خطرا حياتيا،خضع الشعب للاحتلال الروماني واهانوا السكان بالعقاب من الناحية الدينية والقومية.

لطم الخد اليمنى كانت تعبيرا للإهانة الكبيرة لان اللطم على الخد الأيمن وباليد اليمنى يكون بظهر الكفّ _ اليد ،وبهذه الحالة إهانة قصوى اكثر مما هي موجعة مؤلمة واحتقار بذيء للمُعاقَب كأنك تصرفه "قفى راحة يدك_ أي إنِقْلِع" الأمر الذي يسبب لانتقام وغضب عارم.وليس كما يتفذلك البعض تنه كيف يمكن الضرب باليد اليمنى على الخد الأيمن إلا إذا كان " أشول أي بيده اليسرى" ناهيك عن تفسير الوعظ عن اليمين والمجد والجلوس عن يمين الاب الخ.

حسب القانون الروماني يستطيع الجندي تسخير مواطن بحمل أدوات الجندي لميل واحد مثلما حدث مع الرب وسمعان القيرواني { مت 32 :27 وفي مراحل الصليب المرحلة الخامسة} فكيف يمكن ان يشعر اليهودي وقتها من تسخير روماني وثني لابن الناموس؟

حرّض الفريسيون اليهود على الانتقام من الرومانيين حين اذلّوهم واتى الرب ليفسر معنى الناموس، ولا تنتقم للشرير والعدو أي لا تجيبه بالمثل ولئلا تستمر سلسلة الانتقام والعنف ومن الأفضل تلقّي الغضب وقبوله من ان ترد بعنف لتكون سفير الله على الأرض ونمجد الرب كما يليق بأبناء المخلص { 2 كو 21 _18 : 5 }:"  وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ."

لم يأت يسوع ليعلّمنا عدم الانصياع للقوانين او عدم معارضة اعمال الشر بل اتى ليعلمنا ابطال لتعليم الفريسيين بعدم الانتقام واثبت برّك وحقّك دون عنف وانتقام.

حول له الخد الآخر وسر معه لميلين الخ أي نفضّل ان تسامح من ان تنتقم إدارة الخد ليس خنوع وخذول المسيحي بل قوة التسامح تعني المسامحة وليس أننا " مَلْطَشَة للآخرين"، العطاء أفضل من الأخذ اثبت بأعمالك محبتك للرب " مغبوط العطاء اكثر من الاخذ" ، بجوابك وبردّك، تثبت ثقتك بالرب وحين نبيّن للآخرين ثقتنا بالرب وبتعاليمه ولربما الانسان يفسّر ضعفنا، هنا تظهر قوّة عمل الرب معنا بحسب وعده هو وهذا ما يريده منا الرب،لسنا بخذولين وضعفاء بعدم الانتقام بل من قوة الايمان بقوة الرب العاملة فينا ومعنا نغفر ونسامح .

هذه النصوص دعما لما ذكرنا أعلاه { أمثال 7 :2 و 16 :24 ومز 23 : 55 وامثال 7 :12 و 21 : 12 وتثنية 35 : 32 }:" يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ،لإِنْقَاذِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلاَمِهَا،وَأَنْتَ يَا اَللهُ تُحَدِّرُهُمْ إِلَى جُبِّ الْهَلاَكِ. رِجَالُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ لاَ يَنْصُفُونَ أَيَّامَهُمْ. أَمَّا أَنَا فَأَتَّكِلُ عَلَيْكَ.تَنْقَلِبُ الأَشْرَارُ وَلاَ يَكُونُونَ، أَمَّا بَيْتُ الصِّدِّيقِينَ فَيَثْبُتُ.لاَ يُصِيبُ الصِّدِّيقَ شَرٌّ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَمْتَلِئُونَ سُوءًا. لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ. فِي وَقْتٍ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ. إِنَّ يَوْمَ هَلاَكِهِمْ قَرِيبٌ وَالْمُهَيَّآتُ لَهُمْ مُسْرِعَةٌ."

في الرسالة الة رومية {13 } يشرح لنا الرب عدم التنازل والانصياع للسلطات والعائلة فيقول :" لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ،حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً.فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ. لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأَنَّ «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَشْتَهِ»، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ. هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ."

يتبع المادة "  احبب عدوّك ".

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com