|
الشهر المريمي
|
|
|
|
المقدمة لسيدتنا مريم العذراء مكانة عظيمة في حياتنا المسيحية منذ ان اختارها العلي أما ليسوع , فولد منها ,وترعرع في كفنها , فأشتركت بحياته , وتألمت معه , وتبنت كنيسته , فأصبحت أما للمؤمنين , وملجأ لهم في شدائدهم , ومثالا ساميا لحياتهم الروحية . لقد خصصت الكنيسة منذ صدر النصرانية اعيادا وتذكارات اكراما للبتول على مدار السنة , واضعة اياها نصب اعين المؤمنين , طالبة شفاعتها , واعتبرت كنائس الشرق يوم الأربعاء خاصا بمريم , بينما كرست لها كنائس الغرب يوم السبت . ولما انتشرت عبادة الشهر المريمي في الغرب , دخلت الى العراق في في منتصف القرن السابع عشر على يد الأباء المرسلين , وكان المؤمنون يتهاتفون عصر كل يوم من شهر ايارالى الكنيسة , فيتلون قسما من الوردية , ويتأملون بامجاد مريم , ويرتلون لها احلى الأناشيد . في سنة 1785 الف الأب متزرللي اليسوعي " كتاب الشهر المريمي " ليساعد الكهنة والمؤمنين في التأمل اليومي, وقد نقل هذا الكتاب الى العربية وطبع في روما سنة 1843 فأنتشر في الشرق , ثم طبعه الأباء الدومنيكان في الموصل في القرن الماضي اكثر من مرة , وكان في الكتاب اخبار استقاها المؤلف من الاب توما اورياما كان بعضها من نسيج الخيال , فبانت غريبة ولم ترق للسامعين في العقود المتأخرة , لذا عندما اعيد طبع الكتاب في بغداد عمد الناشر الى حذف بعض الأخبار و ادخل غيرها ,كما ان الترجمة القديمة كانت ركيكة العبارة , فطلب الى اللغوي الشهير الاب انستاس الكرملي ان يضبط العبارة ويصحح اللغة , فلبى الطلب مجاملة دون ان يصرف عناء كبيرا , فاذا بالطبعة البغدادية لاتزال ضعيفة البناء مشحونة باخبار لم يعد ابناء هذا الجيل يتذوقونها . ولهذا عمدنا الى وضع هذا الكتاب ,مستلهمين في معظم تأملاته تعليم الكنيسة الرسمي خاصة ماجاء في اعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني . آملين قبل كل شيء رضى العذراء الجزيلة القداسة , وفائدة المؤمنين , فيكون هذا الكتاب واسطة لنمو عبادتهم ومحبتهم لأشرف خلائق الله واكرمها واقدسها .
|