عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اماكن مقدسة

القديس يوحنا المعمدان

القديس يوحنا المعمدان .. حياته،وعظه

يوحنا وشكه :
كان يوحنا سجيناً بسبب زجره للملك هيرودس على زواجه بهيروديا امرأة أخيه ،.. وكان هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير من زوجته الثالثة ، والذي أصبح ملكاً على ربع مملكة أبيه ، وهذا الربع كان الجليل وبيرية شرق الأردن ، وقد تزوج هذا الملك ابنة أريتاس وكان ملكاً عربياً، غير أنه هجرها ، فشن أريتاس حرباً ضارية انتقاماً منه لابنته ،.. لكن فزع الرجل الأكبر كان من يوحنا المعمدان الذي قال له :\" لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك \" (مر6: 18) وبتحريض هيروديا قبض عليه وسجن في قلعة مكاروس ، وبقي فيها شهوراً عديدة ،..وفي أعماق السجن ، كان منتظراً أن المسيح سيظهر سلطانه ، وينقذه من سجنه ولكن الزمن طال ، فأرسل إلى السيد اثنين من تلاميذه :\" وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر \"( مت11: 3) ....فهناك تفسيرات مختلفة للتلميذين المرسلين ، إما لينضما إلى تلاميذ المسيح ، أو ليجنبهما العثرة ، أو ليسارع السيد لإنقاذه !!.. فكلمة المسيح التي تقول :\" طوبى لمن لا يعثر فيَ \". هل كان هذا شك يوحنا في شخص يسوع المسيح وهو الذي عرفه ، ورأى روح الله نازلاً مثل حمامة عليه ، وسمع صوت الله القائل : \" هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت \" ( مت3: 17) وهو الذي شجع تلميذيه على أن يذهبا وراءه ، وقال : \"هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \" فهل يمكن بعد هذا أن يشك في السيد !!؟ .في الواقع إن يوحنا تسرب الشك إلى نفسه ، وهو صورة لنا نحن الذين رغم ما يصنع الله معنا من معجزات متعددة ملموسة ، فإن الفرق عندنا بين زمن الشك واليقين ، هو الفرق الذي رآه بطرس وهو ينظر إلى المسيح ويسير مثله فوق الموج ، الأمر الذي لم يفعله بشري آخر خلاف السيد وتلميذه ،... ولكنه في اللحظة التالية يتعرض للغرق ويسمع : \" يا قليل الإيمان لماذا شككت \" ( مت14: 31) .. ويوحنا هنا أشبه بإيليا فوق جبل الكرمل ، وهو يسمو إلى أعلى ذرى الإيمان ، ..ثم يتحول بعدها في اليوم التالي إلى الرجل اليائس الذي يطلب الموت لنفسه تحت الرمة !!..إنها النفس البشرية .
لم يكن شك يوحنا بسبب الخطية ، كان على الأغلب ينتظر المسيح بالمفهوم اليهودي الشائع الذي ينظر إليه كملك أرضي يمسك فأسه ليستأصل الشجرة ، ويستأصل هيرودس وشره وفساده بالقوة الجبارة ، ويسيطر على الفساد والأشرار ، ولا شك أن يوحنا كان يتملكه العجب كيف يتركه المسيح مظلوماً إلى هذا الحد ، دون أن يهتم به .وهو سينتظر وينتظر : \" أنت هو الآتي أم ننتظر آخر \"... و يرسل تلميذيه إلى المسيح ، ولا يرسلهما إلى هيرودس للمساومة على الحق !!..لم يضق المسيح بشك يوحنا ، لأن المسيح يحب الإخلاص ، ويقبله أكثر من كل تصنع للإيمان ، وقد أرسل إلى المعمدان يحدثه برسالته الروحية العميقة : \" العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون . وطوبى لمن لا يعثر في \" ( مت 11: 5-6) .. أدرك يوحنا المغزى البعيد من هذا الجواب ، ... وأن القوة الصحيحة هي قوة الروح لا ثورة العاصفة ، وهدوء النور لا صوت الرعد !!.. وسكنت نفسه وهدأت كيفما يأتي المصير شاهداً أو شهيداً .
يوحنا وعظمته :
يتحدث المسيح عن عظمة المعمدان ، وأنه لم يقم بين المولودين من الناس أعظم منه ، فهو يشير إلى عظمته الروحية والأخلاقية ، فالعظمة التي تفرد بها يوحنا والتي جعلته أعظم من نبي ، هو الرسالة التي كلف بها والتي لم ينل نبي آخر مثلها !!... فقد رآه ، ونادى قدامه ، وتحدث عن الملك العظيم القائم في وسط شعبه .... انفرد يوحنا بهذا المركز العظيم الذي لم يتح لأحد من المولودين من النساء ، والذي سما به على أعظم نبي في العهد القديم .فما كان تصور المعمدان وهو يقول لتلميذيه : \" هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \" وذهبا للسيد ولم يذهب هو معهما وإذ يطلبان منه أن يأتي معهما ، يجيب اندراوس وبطرس ويعقوب ويوحنا قائلاً : \" لا اذهبوا أنتم فأنا لست مستحقاً أن أدخل معه تحت سقف واحد وسأبقى حيث أنا ، وسأؤدي عملي عند الأردن ، وسأنادي بالتوبة ، أما هو فسينادي بالغفران ، وملكوت الله سيأتي قريباً ، ولكنني لن أعيش لكي أراه ، لن أعيش لأرى تابور ، والجلجثة ، وجبل الزيتون ، ويوم الخمسين مثلكم ، هو وأنتم تلاميذ ينبغي أن تزيدوا ، وأنا أنقص ، !!..هذا الخيال العظيم يكشف عن امتياز المؤمنين في العهد الجديد ، عن أولئك الذين سبقوا في العهد القديم !!..ذهب يوحنا شهيد الحق آمناً هادئاً مطمئناً ، إلى مجده الأبدي !!.. ومع أن هيرودس قطع رأسه وهيروديا قطعت لسانه كما يقول التقليد لكن صوته سيبقى مجلجلاً على مدى العصور كلها حتى يأتي المسيح ثانية ويعطي كل واحد حساس ...


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com