عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الصليب في حياتنا _ الحلقة التاسعة

الصليب في حياتنا

الحلقة  التاسعة

تمحى. جماله يسبي القلوب: "أجمل بني البشر". سيبقى محبوباً إلى الأبد: "عيناه أشدّ سواداً من الخمر".   5- الحيّة المرفوعة في القفر: يكشف لنا المسيح نفسه معنى هذا الرمز وماذا كانت تعني تلك الحيّة النحاسية التي أمَر الله موسى برفعها في البرية. ان القفر الذي كان يجتازه بنو اسرائيل قبل وصولهم إلى أرض الميعاد هو رمز للحياة الحاضرة، الحياة الممتلئة عذاباً متصلاً وتعباً وأخطاراً. كل مدة سير اليهود في البرية كانوا يعصون أوامر الله، على حسب ما نعمل نحن في هذه الحياة، فكانت تلحق بهم العقوبات. أرسل لهم الله حيّات فلسعتهم لسعات مميتة ونحن تلسعنا شهواتنا لسعات حادّة ونموت بخطايانا. ومن أين أتى الخلاص لاسرائيل؟ أمر الله موسى بأن يرفع صليباً ويعلق عليه حيّة نحاسية. فكان كل من نظر إليها نظرة إيمان وثقة يجد النجاة. على الحقيقة أنه لرمز عجيب. ان الحية النحاسية لم يكن لها غير شبه الحية السامّة دون المادة السامّة. ويسوع المسيح المعلّق على الصليب والمرتفع عن الأرض يظهر ويري ذاته لجميع الجنس البشري. يكفي النظر إليه للفصل بين الحياة والموت. النظر إليه بإيمان هو الحياة. امتهانه والاعراض عن صليبه هو الموت.   6- موسى على الجبل يرفع يديه بهيئة صليب: ان الرسم السابق أرانا قوة الصليب الكلية الاقتدار عندما نهلك بأذية الخطيئة المميتة. وموسى باسطاً يديه ومصلِّياً على الجبل يصوّر لنا قوة الصليب ضد الأعداء المهاجمين. يشوع يحارب في السهل، اسرائيل يتراجع، وعماليق ينتصر. أما موسى، الصورة الممتازة للسيد المسيح، فيقدّم ذاته لله كذبيحة، و يمثّل بهيئته وصلاته الذبيحة المنتصرة، ذبيحة المسيح المصلي والمائت على الصليب. الأب جورج غبريل ب. م. الرسالة المخلصية، 1958، عدد 8
قراءات 1: من أقوال القديس يوحنا الدمشقي في الصليب
 
الأرشمندريت أدريانوس شكّور 1- قوة الصليب حصيلة التجسّد الإلهي وعليه فإن عبادة الأصنام قد زالت، والخليقة تقدّست بالدم الإلهي، وهياكل الأصنام ومعابدها قد انهدمت وانغرست المعرفة الإلهية بالثالوث المتساوي الجوهر، وقامت العبادة للاهوت غير المخلوق، لله الواحد الحقيقي، وان الشياطين يرتجفون من الناس الذين كانوا قديماً تحت حوزتهم. والعجيب في الأمر أن هذا الاصلاح كلّه قد تمّ بصليب المسيح وآلامه وموته. والبشار بالمعرفة الإلهية قد انتشرت في الأرض كلها، لا بحرب ولا بسلاح ولا بجيوش مدرَّبة لمقاتلة العدو، بل بشرذمة من أُناسٍ عراة، محتقَرين، أُميِّين، مشرّدين ومضطَهَدين ومحكوم عليهم بالموت، وهم يبشّرون بمن صُلب بالجسد وحُكم عليه بالموت. وقد انتصروا على الحكماء والمقتدرين، لأن قدرة الصليب- وهي الأقوى -كانت تتبعهم. والموت الذي كان قديماً الموضوع الأكبر للخوف والحذر والكراهية، قد أضحى اليوم أفضل من الحياة. وهذه هي الاصلاحات الناتجة من مجيء المسيح وهذه هي الأدلّة على قوّته، فانه لم يفعل الآن- كما بموسى -أن فَلَقَ بحراً فأنقذ شعباً واحداً من مصر ومن عبودية فرعون، بل بالأحرى انه قد انتشل البشرية من فساد الموت ومن المغتصب العاتي ومن الخطيئة. وهو في ذلك لم يغتصب اغتصاباً إلى الفضيلة، فلم يُوارِ الخطأة في الثرى ولا أحرقهم بالنار ولا رجمهم بالحجارة. لكنّه -بوداعته ورحابة صدره- قد جذب الناس إلى الفضيلة فصاروا يتسابقون إلى الأتعاب في سبيلها ويستلذونها. وقد كان الخطأة قديماً يُعاقَبون ويستمرّون في خطيئتهم وكانت لهم الخطيئة بمثابة إله. أمّا اليوم ففي سبيل التقوى والفضيلة يتكبّدون الأعذبة والعقوبات والموت. فشكراً لك أيها المسيح كلمة الله وحكمته وقوّته والإله القدير! ماذا نقرّب لك نحن البائسين عن هذه الإحسانات كلها؟ فإنّ الكل لك وأنت لا تطلب منا سوى خلاصك، مع علمك أنك في صلاحك المعجز البيان وفيمَا أنت تهب هذا الخلاص، تشكر لمن يتقبّلونه. فلك الشكر يا من أعطانا الوجود وأعطانا حسن الوجود وأعادنا إليه بعد سقطتنا في تنازله المعجز البيان.   2- في الصليب ثم في الإيمان أيضاً "ان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأمّا عندنا نحن المخلّصين فهي قوة الله" (1 كور 1: 18)؛ "فان الروحي يحكم في كل شيء" (1 كور 2: 15)، "أما الإنسان الحيواني فلا يدرك ما لروح الله" (1 كور 1: 14). فإنها لجهالة عند الذين لا يقتبلون ذلك بإيمان ويشكّكون في صلاح الله واقتداره العام، بل يدقّقون في بحث الالهيات بأفكار بشرية وطبيعية، لأن كل ما يتعلّق بالله هو فوق الطبيعة والنطق والتفكير. فإذا تساءل أحدهم كيف و بماذا ولماذا أخرج الله كل شيء من العدم إلى الوجود، وأراد أن يعبِّر عن ذلك بأفكار طبيعيّة، فهو لا يستوعبه وتكون معرفته نفسها طبيعية وشيطانية. أمّا إذا هو انقاد على هَدْيِ الإيمان وفكّر بأن الإله صالح وقدير وصادق وحكيم وعادل؛ فهو يرى كل شيء سهلاً وممهداً، والسبيلَ إليه رحباً. فانه لا يمكن الخلاص بدون الإيمان. وبالإيمان يقوم كل شيء، بشريّاً كان أم روحياً. لأن الفلاّح بدون إيمان لا يشقّ أرضاً إلى أثلام، ولا التاجر بدون إيمان يزجّ بنفسه على خشبة صغيرة في لجّة البحر الهائج، ولا الزواجات تقوم، ولا أيّ شيء آخر مما في الحياة. فبالإيمان نفهم خروج كل شيء من العدم إلى الوجود بقوة الله، وبالإيمان نقدّر كل

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com