عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الصليب في حياتنا _ الحلقة السادسة

الصليب في حياتنا _ الحلقة السادسة

سنكسار: رفع الصليب الكريم المحيي في كل العالم
 
يخبرنا التاريخ الكنسي أن القديسة هيلانة، والدة الامبراطور قسطنطين الكبير، وجدت بالقرب من الجلجلة، الصلبان الثلاثة التي مات عليها المسيح الفادي واللِّصَّان رفيقاه. وان الأسقف مكاريوس الأورشليمي اهتدى إلى تمييز صليب المخلّص عن الصليبَين الآخرين بفضل أعجوبة تمَّت على يده، إذ انه أدنى الصلبان الواحد تلو الآخر من امرأة كانت قد أشرفت على الموت، فلم تشفَ إلا عندما لمست صليب السيّد له المجد. بقي العود الكريم في كنيسة القيامة حتى 4 أيار سنة 614، حيث أخذه الفُرس بعد احتلالهم المدينة المقدسة وهدمهم كنيسة القيامة. وفي سنة 628 انتصر الامبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأرجع على كتفه العود الكريم وسار به في حفاوة إلى الجلجلة، وكان يرتدي أفخر ما يلبس الملوك من ثياب، والذهب والحجارة الكريمة في بريق ساطع. إلا أنه عندما بلغ إلى باب الكنيسة والصليب على كتفه، أحسّ قوة تصدّه عن الدخول. فوقف البطريرك زكريا، وقال للعاهل: حذارِ أيها الامبراطور! إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة، تبعدك عن فقر المسيح يسوع، "ومذلّة الصليب". ففي الحال، خلع الامبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس حقيرة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجلة، حيث رفع عود الصليب المكرّم، فسجد المؤمنون إلى الأرض وهم يرنِّمون: "لصليبك يا سيّدنا نسجد، ولقيامتك المقدسة نمجّد". في كنيسة القيامة اليوم يكرّم الموضع الذي وجدت فيه القديسة هيلانة الصليب الكريم. وهذا الموضع كان في عهد السيد له المجد حفرة كبيرة في الأرض، ردمها مهندسو قسطنطين الملك وأدخلوها في صميم الكنيسة الكبرى بمثابة معبد، هو في الواقع مغارة كبيرة تحت سطح الأرض. في القرن السابع نقل جزء من الصليب الكريم إلى رومة، وقد أمر بعرضه في كنيسة المخلّص، ليكون موضوع اكرام المؤمنين، البابا الشرقي سرجيوس الأول (687- 701). إن لعيد الصليب الأهمية الكبرى والمحل الممتاز في سلسلة الأعياد على مرّ السنة الطقسية، سواء في ذلك الشرق والغرب. هو تجديد ليوم الجمعة العظيمة في أسبوع الآلام. غير انه بينما يعيش المؤمنون في يوم الجمعة العظيمة ذكرى الفداء بدم المسيح وموته على الصليب، بوصفه حدثاً تاريخياً، ينظر المؤمنون اليوم إلى الصليب محاطاً بهالة المجد والغلبة، مجد المسيح والمسيحية، وغلبتهمَا، عبر التاريخ، على قوى الشرّ. تذكِّرنا الكنيسة المقدسة في الفرض الإلهي برموز العهد القديم التي تشير إلى الصليب، وأهمّها: شجرة الفردوس، علَّة هلاكنا، بينما الصليب هو آلة خلاصنا؛ وفلك نوح التي ما خلص بها سوى الأبرار، بينما الصليب يشمل الجميع، خطأة وأبراراً، في فدائه؛ ويعقوب الذي صلَّبَ يديه ليبارك حفيديَه، ابني يوسف؛ وموسى الذي مدَّ يديه وفتح بهمَا في البحر الأحمر طريقاً لاسرائيل، وحلّى بالعود مياه مرّان المرّة، وضرب الصخرة بعصاه فتفجّرت منها المياه حياةً للشعب، وصلّى فاتحاً ذراعيه، لينتصر الشعب الاسرائيلي على عماليق؛ وعصا هارون التي أورقت؛ والحيّة النحاسية؛ ووقوف الشعب في شكل صليب حول تابوت العهد، إلى غير ذلك من الرموز التي يكاد يراها الكتبة الكنسيون القدماء في كل صفحة من صفحات العهد القديم. إن الصليب هو حضن الكنيسة وفخر المؤمنين، وإنْ نظر إليه غير المؤمنين كإلى أقصى الجهالة. بعد الصليب، لم يعد الألم، في حياة الإنسان، ذلك القَدَرَ الغاشم الذي يسحقنا ويثيرنا. بعد الصليب أصبح الألم محنة الحب، وتشبُّهاً بالفادي، وتنقيةً من الخطيئة، واشتراكاً بفداء البشر، وسبيل الإنسان إلى قمة مجد السماء.   الطروبارية على اللحن الأول خلِّصْ يا رب شعبَكَ وبارك ميراثَك، مانحاً ملوكَنا الغلبةَ على البربر. واحفظ بصليبِك رعيَّتك.   القنداق على اللحن الرابع يا مَن رُفِع على الصليب طوعاً، أيها المسيح الإله، إمنحْ رأفتك لشعبك الجديد الملقَّب باسمِك. فرِّحْ بقدرتِك ملوكنا المؤمنين. مانحاً إياهم الغلبة على محاربيهم. لتكن لهم نُصرتُكَ سلاح سلامٍ وشعار انتصار.   ترنيمة الدخول (المزمور 98: 5) ارفعوا الربَّ إلهنا واسجدوا لموطئِ قدميه، فانه قدّوس. خلّصنا يا ابنَ الله، يا من صُلِبَ بالجسد، نحن المرنِّمين لك هللويا.   النشيد لوالدة الإله على اللحن الثامن يا والدة الإله، أنت الفردوس السرّي، إذ انكِ أنبتِّ المسيح بغير فِلاحة، الذي به نُصِبَتْ في الأرض شجرةُ الصليب الحامل الحياة. فالآن نسجُدُ له مرفوعاً، وإيَّاكِ نعظِّم.   ترنيمة المناولة (مز 4/7) قد ارتسمَ علينا نور وجهك يا رب، هللويا.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com