عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الصليب في حياتنا_الحلقة الثانية

*      الصليب في حياتنا

الحلقة االثانية

شرح الإنجيل والرسالة
 (1)
رأى الرؤساء والشيوخ أن يسوع فريستهم البريئة سيُبرَّئ وسيُعتق من الموت، لذلك عادوا إلى الإلحاح على صلب يسوع. (2) لا يزال بيلاطس في تردده في أمر صلب المسيح. جابَهَ اليهود بهزء وسخرية هكذا: خذوه أنتم واصلبوه إذا استطعتم ذلك، لأني أنا لا أجد علّة تستوجب موته. هذه ثالث مرة يصرّح بيلاطس بمثل هذا القول. (يو 18/38 و 19/4). (3) عرف اليهود أن لا قدرة لهم على صلب المسيح، وكذلك اقتنعوا أن بيلاطس لن يتركهم يذهبون في حقدهم إلى المدى الذي يريدون. فغيّروا الأسلوب واتّبعوا تخطيطاً آخر يعتمد على الجريمة الدينية. وتودّدوا إلى بيلاطس متذرّعين بأن الرومان، وهو ممثلهم في فلسطين، يحترمون شرائع اليهود. والحال، أن الشريعة اليهودية تحكم على الإنسان بالموت إذا تجرّأ فجعل نفسه مساوياً لله، أو ابناً له. أجمعَ الإنجيليون على أن ترديد المسيح تسمية نفسه ابن الله، فهمه اليهود في هذا الإطار أي انه تجديف. وقد سبق لسفر الأحبار في الفصل (24/16) فحكم على المجدّفين بالرجم. لكن الرومان ألغوا كل عقوبات الموت التي كان يحكم بها اليهود وحفظوا حق إصدارها وتنفيذها لهم فقط، إنما أبدلوها كلها بالصلب. (4) خاف بيلاطس لأن هذه العلّة التي بسطها اليهود تضعه وجهاً لوجه في حرب مع اليهود في مسألة دينية. (5) هذا السؤال ينمّ عن رغبةٍ فضولية لمعرفة أبعاد هذه الكلمة "ابن الله". (6) هذا الصمت أزعج الوالي الروماني وأغضبه، لأنه لم يصادف خلال ممارسته السلطة إحجاماً عن الجواب وإمعاناً في اللجوء إلى الصمت عند كل سؤال. وبدأ يشرح ليسوع مدى سلطته عليه، خصوصاً سلطة أن يعتقه أو أن يصلبه كما يريد. (7) أجاب يسوع بهدوء "ما كان لك عليَّ من سلطان لو لم يُعطَ لك من فوق". لا يجب أن تعطى هذه الآية أكثر مما يجب أن تعطى من أبعاد. فالمعلم لا يتكلم عن السلطة الزمنية أو السلطة القضائية ومصدرها، بل عن واقعٍ يعيشه بيلاطس وهو انه والٍ على اليهودية كلها. وهكذا نفسّر الآية: بأنّ لا قدرة لبيلاطس على يسوع لولا الإرادة الإلهية التي رتّبت منذ الأزل موت المسيح وصلبه على أيدي اليهود. (8) بعد هذا الجواب البسيط والهادئ قرّر بيلاطس إطلاق يسوع، وأخذ يعمل بكل الوسائل للبلوغ إلى هذه الغاية. (9) جرّب اليهود الضغط على بيلاطس بواسطة العامل الديني فلم ينجحوا. فجرّبوا الآن التخويف والتهويل. صرخوا وقد دعا بيلاطس يسوع ملكاً أن لا ملك عليهم إلاّ قيصر؛ وإذا كنت تحبُّ قيصر فلا يجوز لك إطلاق سراح يسوع لأنه جعل نفسه ملكاً. أجمعَ المؤرخون على وصف بيلاطس كما يلي: "طبع حاد يبلغ في القساوة حدّ الشراسة الوحشية، ضعيف الإرادة، متقلّب الرأي، صغير النفس، محبّ للمركز والسلطة، يهمّه رضى القيصر أكثر من رضى ضميره." (10) حينئذٍ رضخ بيلاطس لطلب اليهود فأسلم يسوع ليُصلَب. ان اليهود أصابوا الهدف وعرفوا كيف يؤثّرون على بيلاطس. ففي 14 نيسان في تمام الساعة السادسة أي ظهراً، جلس بيلاطس على كرسي القضاء في الموضع المسمّى باليونانية ليتروستروس وبالعبرانية جبعثا وأصدر حكمه بصلب يسوع. (11) لا ضرورة للذهاب بعيداً في شرح موضع الجمجمة فيُقال مثلاً أن صليب المسيح غُرس في المكان نفسه الذي طمرت فيه جمجمة آدم؛ أو انه في موضع تكثر فيه الجماجم. ويذهب الأب لاغرنج في شرح هذه الكلمة إلى التأكيد أن كلمة جمجمة تعني المعنى نفسه الذي تعنيه كلمة رأس العربية. فهذا الموضع هو مرتفع كالجمجمة في رأس الإنسان. (12) كان العادة عند الرومان أن يسجَّل الحكم على ورقة ويُقرأ على صوت عالٍ ثم يُعلَّق على الصليب. (13) كان القانون الروماني الجزائي ينصّ بأن يحمل المحكوم عليه آلة عذابه وموته. وكان الصليب يتألف من خشبة أُفقية وأخرى عمودية، والمسيح حمل فقط الأفقية وهي تزن 20 كلغ، والصليب كله يزن 70 كلغ. وكان يشبه الصليب تشابك خشبتين كحرف T. ومن التقاليد الرومانية أن يُعلَّق فوق رأس المصلوب السبب الذي من أجله صُلِب. ولهذا كتب بيلاطس بالعبرانية واللاتينية واليونانية: ملك اليهود. الصلب كان العقاب الذي ينزله الحكام والقضاة على العبيد، والغرباء المذنبين بالقتل أو القرصنة أو السرقة أو الثورة. وكان أعظم الأعذبة وأقساها. (14) لا يذكر القديس يوحنا حوادث كثيرة رافقت صلب المسيح مثل مساعدة سمعان القيرواني، وبكاء نساء أورشليم، وتقديم الخمر الممزوج بمُرّ، وشتائم اليهود؛ بينما هو يذكر حوادث أخرى لا يرد ذكرها عند سائر الإنجيلبين، مثل عنوان الصلب، وحديث المسيح مع أمه وهو على الصلبب، وقسمة الثياب والرداء، وطعن الجنب بحربة. (15) في اشعيا 29 /14. (16) يقول أن العالم اعتماداً منه على حكمته لم يعرف الله، مع ان الله ظاهر لأعينهم في مظاهر حكمته السامية المتجلية في الخلق. وما ذلك إلاّ لأن حكمة البشر زائلة.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com