عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

ميلاد والدة الاله الحلقة السابعة

ميلاد والدة الاله

الحلقة :السابعة

"القديسة مريم" البيزنطية المجاورة لبركة الغنم. وقد شُيِّدت في القرن الخامس لتحلّ مكان المعبد الصغير العائد إلى العهد الامبراطوري الروماني والقائم على موضع سكنى القديسَين يواكيم وحنّة والدَي البتول مريم. وقد دُعيت هذه الكنيسة، منذ العصور الوسطى السحيقة "كنيسة القديسة مريم حيث وُلدَت". وفي عهد المملكة اللاتينية الأورشليمية، بنى الصليبيون على أنقاض المعبد البيزنطي الكنيسة التي نراها اليوم وقد رمّمها المهندس الفرنسي البارع موس A. Mauss في أواخر القرن الماضي وتبدّل بغتة اسم هذا المعبد المريمي في أيام الصليبيين وأصبح اسمه "كنيسة القديسة حنّة" كما هى الحال اليوم. عيد مؤلد العذراء مريم أورشليمي الأصل إذن. وقد تبنَّته القسطنطينية في القرن السادس وتبعتها روما في القرن السابع على عهد البابا سرجيوس الأول (687- 701) من جزيرة صقلية.   4- معنى هذا العيد ليس عيد مولد العذراء تذكاراً سنوياً بسيطاً وظرفاً مناسباً لتقديم الاكرام والاحترام للبتول المصطفاة، فنعبّر لها عن فرحتنا العظيمة يوم مولدها فجر فدائنا. ان طقوس الكنيسة البيزنطية تذهب إلى ما هو أسمى وأعمق وأبعد من هذا، وتعبِّر عنه بلغة شعريّة عقائدية بليغة. فتشيد بمولد مريم العجيب من أُم عاقر، وبطهارتها المنزّهة عن كل دنس، وبتوليتها الدائمة، و بمعجزة البتول - الأم، التي هي خليقة تسمو على كل مخلوق وهيكل تمّ فيه اتحاد اللاهوت والناسوت في أقنوم واحد، فتنشد لها يوم العيد: "ان البتولية مستحيلة على الأمهات، والولادة غريبة عن العذارى. وأمّا فيك، يا والدة الإله، فقد تمّ تدبير الأمرين. فلذلك نحن قبائل الأرض نغبطك بغير فتور". بما ان مريم والدة الإله، فهي بذات الفعل شريكة ابنها بفداء البشر وملجأ المسيحيين ونصيرتهم ومفخرة الجنس البشري. لذلك نشيد بمولدها بدء خلاصنا. "أما الكنيسة الرومانية اللاتينية يقول الأب مرسنييه Mercenier لا تشدّد على هذه المعاني وتكاد تذكر في ليتورجيتها الموضوع الرئيسي أي علاقة مريم بعمل الفداء. فعيد مولد البتول عندها تذكار سعيد تنتهزه لتقدّم للعذراء الاكرام وتطلب نعمها. فلا نجد في فرض العيد كله سوى قطعة أو قطعتين ذات قيمة ونفث بليغ، إحداهما طروبارية العيد في الطقس البيزنطي، تُستعمل كردّة على آيات نشيد العذراء "تعظِّمُ نفسي الرب.." في صلاة الغروب" (6). وإليكم هذه الطروبارية التي تردّدها الكنيسة البيزنطية مراراً يوم العيد وفي أثناء الأيام الأربعة التي تعقبه: "ميلادك يا والدة الإله، بشَّرَ بالفرح المسكونة كلها. لأنه منك قد أشرق شمس العدل المسيح إلهنا. فحلَّ اللعنة ووهب البركة، وأبطلَ الموت ومنحنا الحياة الأبديّة". فيبدو بكل جلاء -في أناشيد الفرض الإلهي لهذا اليوم المقدس- دور مريم في التدبير الخلاصي والأسباب التي تحمل الكنيسة على إكرامها. نورد فيمَا يلي بعض المقاطع من صلاة الغروب عشية هذا العيد: "اليوم الإله المستقر على الكراسي العقليّة، قد سبق فهيّأ لذاته على الأرض عرشاً مقدساً. والذي ثبّت السماوات بحكمة، أنشأ بمحبته سماء حيّة. لأنه من أصلٍ غير مُثمرٍ أنبتَ لنا والدتَه غصناً حاملاً الحياة. فيا إلهَ العجائب ورجاء الذين لا رجاءَ لهم، يا رب المجد لك." "اليوم الأبوابُ العقيمة تُفتَح، والبتولُ البابُ الإلهي تُوافي. اليوم النعمة ابتدأت تثمِر، مُظهرةً للعالم أُمّ الإله، التي بها تقترن الأرضيات بالسماويات، لخلاص نفوسنا". "اليوم مقدّمةُ الفرح لكل العالم اليوم نفحت نسائم التبشير بالخلاص، وانحلّ عقم طبيعتنا. لأن العاقر صارت أُمّاً لمن لم تبرح بتولاً بعد ولادتها الخالق والإله بالطبع، الذي منها اتخذ الطبيعة الغريبة، وصنع بالجسد خلاصاً للضالّين، المسيحَ المحبّ البشر والمُنقذَ نفوسنا". "اليوم حنّة العاقر تلدُ فتاة الله، التي سبق انتخابها من جميع الأجيال، مسكناً للخالق المسيح الإله ملكِ الكل، إتماماً لسياسته الإلهية، التي بها أُعيدَت جبلتُنا نحن الأرضيين، وانتقلنا من الفساد إلى حياة سرورية". "هلمَّ يا معشرَ المؤمنين، لنبادر نحوَ البتول، لأن التي قبلَ تصوّرها في الحشا سبقَ تحديدُها أُمّاً لإلهنا، تولَدُ من أصل يسّى، والتي هي ذخيرة البتولية، وعصا هرون المورقةُ وبشارة الأنبياء، وفرع الصدِّيقَين يواكيم وحنّة، تولَدُ الآن والعالمُ يتجدّد معها. تولَدُ والكنيسة تتزيَّن ببهائها. فيا أيّها الهيكل الأقدس، يا إناء اللاهوت، ورُكن البتوليّة، وخِدراً ملوكياً، يا من بها تمَّ سرّ الاتحاد الغريب لطبيعتَي المسيح، الذي نسجد له معظمين ميلادَكِ البريء من كل العيوب، إياكِ نعظِّم". وبالإضافة إلى الأناشيد الطقسية التي تتغنّى بمولد العذراء وعلاقتها بسرّ الفداء وامتيازاتها، فإن الكنيسة البيزنطية تتلو على مسامع المؤمنين عشية الثامن من أيلول ثلاث قراءات من العهد القديم، تشير أو ترمز إلى دور البتول المصطفاة في سرّ الفداء. فتتحدّث القراءة الأولى عن الليلة التي قضاها يعقوب في لوز قرب حرّان ورؤية السلّم المنتصب على الأرض ورأسه مرتفع إلى السماء... وقد قارن القديس يوحنا الدمشقي بين هذه الرؤية والقديسة والدة الإله: "لقد بَنَت ذراع العليّ القديرة سلَّماً حيّاً لها أساسه في الأرض ورأسه مرتفع إلى السماء. عليه يرتاح الله. وقد تأمل فيه يعقوب وانحدر الإله بعطف بواسطته، وصار منظوراً على الأرض وتحدّث إلى البشر... هي العذراء مريم، السلم الروحي المغروس في الأرض... لكن رأسه مرتفع حتى السماء" (7)0 ان مريم التي تجسّد منها المسيح الإله هي بالحقيقة سلّم سرّي بين الأرض والسماء، بيت الله الحقيقي. أمّا القراءة الثانية فمن حزقيال النبي، تتحدّث عن طريق باب المقدس المغلق: "ورجع بي إلى طريق باب المقدس الخارجي المتّجه نحو الشرق وكان مغلقاً. فقال لي الرب: ان هذا الباب يكون مغلقاً لا يُفتَح ولا يدخل منه رجل لأن الرب إله اسرائيل قد دخل منه فيكون مُغلقاً" (حزقيال 44/1- 3). يشير هذا النص، بحسب تفسير الكنيسة، إلى بتولية مريم الدائمة وأُمومتها المعجزة البيان. وأمّا القراءة الثالثة فمأخوذة من سفر الأمثال: "الحكمة بَنَتْ بيتَها ونحَتَتْ أعمدتها السبعة. ذبحت ذبائحها ومزجتْ خمرها وصفّفت مائدتها أرسلت جواريها تُنادي على مُتُون مشارف المدينة..." (أمثال 9: 1- ) ترى الكنيسة البيزنطية في هذا النص، ومعها الكنيسة اللاتينية، إشارة إلى العذراء مريم، البيت الذي بناه الله الحكمة الفائقة، ورسولة العليّ المرسلة إلى البشر لتدعوهم إلى مائدة الحكمة الإلهية والحقيقة، إلى مائدة المسيح "أبرز مظاهر الحكمة في هذا العالم". بهذه الروح السامية والعميقة المعاني تعيِّد الكنيسة الشرقية البيزنطية لمولد البتول مريم، المزمعة أن تكون أُمّاً للإله، وتدعو جميع المؤمنين لا بل جميع البشر أن ينضمّوا إلى القديس يواكيم والقديسة حنّة، وآل أبوينا الأولَين آدم وحواء، كي يحتفوا بابتهاج وحبور بمولد تلك التي ستكون شريكة المسيح ابنها بفداء الآنام، ونصيرة جميع المسيحيين.   5- مولد العذراء مريم في الفن الايقونغرافي لقد أثّرت الأناجبل المنحولة -ولا سيمَا إنجيل يعقوب- تأثيراً عظيماً في فن التصوير والنحت والشعر الكنسي والعالمي (راجع الأسطورة الذهبيّة لجاك دي فوراجين). فقد كانت مصدر إيحاء لفنّاني العصور الوسطى وللتصوير البيزنطي إجمالاً، ولا نستثني من هذا النفوذ الكبير إيقونات مولد العذراء. فاننا نرى ممثلةً في مقدّمتها القابلة (المولّدة) التي تحدّث عنها الإنجيل المنحول، وهي جالسة على مقعد، تغسل العذراء الصغيرة، أو تلبسها الثياب، والطفلة النقيّة ممدَّدة على ركبتيها أو مضَّجعة في

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com