عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

ميلاد والدة الاله_ ميخائيل بولس

ميلاد سيدتنا والدة الاله الفائقة القداسة+++

8 ايلول

الانجيل من بشارة القديس لوقا 28 و27 :11 و 42 _38 :10

الاستاذ ميخائيل بولس

كفرياسيف _www.almohales.org

ينفرد لوقا في هذه القصة، اذ لا نجدها في أي موضع آخر في الانجيل. ويعتقد انها جاءت بعد مثل السامري لاجابة يسوع على سؤال الناموس عن الحياة الابدية، فالاحسان العملي من النوع الذي قدّمه السامري ليس كافيا، بل يجب ان يقترن بالشركة مع الربّ، وهذا هو النصيب الصالح الذي اختارته مريم .

+38 في ذلك الزمان دخل يسوع الى بعض القرى فقبلته امراة اسمها مرتا في بيتها.

القرية التي دخلها يسوع هي بيت عنيا، الواقعة على سفح جبل الزيتون، ونحن نعلم هذا من يوحنا { 1 :11 } وهي قريبة من اورشليم الى الشرق منها على بعد 2 كم تقريبا. والارجح ان هذه الزيارة حدثت لما كان يسوع في اورشليم في عيد التجديد { حنوكا _ חנוכה _ عيد الانوار ويقع في شهر تشرين ثاني } { يوحنا 23 _22 :1 }.

والمراة التي استضافت يسوع في بيتها هي مرتا وهي اخت مريم، وكانت الاختان تلميذتين للمسيح. واما مرتا فيظهر انها اكبرهما وبيدها ادارة البيت.

+39 وكان لها اخت تدعى مريم وقد جلست عند قدمي يسوع لتسمع كلامه.

جلست مريم عند قدمي يسوع مستغلّة فرصة وجوده اطيب استغلال وهذا هو المكان الذي يتخذه التلميذ في حضرة معلمه ليسمع كلامه.

+40 اما مرتا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة. فوقفت  وقالت يا رب اما يعنيك ان اختي تركتني اخدم وحدي.فقل لها ان تعينني.

كانت مرتا منشغلة في تجهيز الضيافة، وتحضير انواع فاخرة من الطعام تليق بكرامة هذا الضيف الكريم، فكانت مرتبكة باعصابها وفكرها لتكون خدمتها ذات قيمة. ولم تستصوب موقف مريم، لانها كانت ترغب في اعداد شيء مميّز ليسوع وعندما فاق تَعَبها احتمالها طلبت تدخّل يسوع، فخاطبته قائلة:" اما يعني.." أي الا تبالي؟ وفي هذا لوم لطيف ليسوع، ان أتعب؟ واشتكت من اختها فقالت: قد تركتني اخدم وحدي. والحل الذي ارتأته هو: فقل لها ان تعينني".

+42 _41 فاجاب يسوع وقال لها، مرتا مرتا إنك مهتمة ومضطربة بامور كثيرة ولكن الحاجة الى واحد. اما مريم فانها اختارت النصيب الصالح الذي لا ينزع منها.

اجابها يسوع برقة شديدة مرددا اسمها مرتين" مرتا مرتا" { بالمقارنة مع لوقا 30 :22 ويوحنا 51 :1 وما يلي } وكشف يسوع الفرق بين اضطرابها وقلقها لاجل امور كثيرة وبين الواحد الذي تدعو اليه الحاجة. فالحياة لا تتطلب الا قلّة من الضرورات الملحّة وعند الحاجة نستطيع الاستغناء عن الكثيرمما نضيّع فيه الوقت.

والواحد : لم يحدد فقد تكون الاشارة هنا مبدئيا الى الماديات. بمعنى ان لا حاجة لانواع كثيرة من الاطعمة أي ان طبقا واحدا يكفي. الا انه من الواضح ان جلوس مريم عند قدمي يسوع تستمع اليه، يلمّح الى المعنى المقصود، فالامر الهامّ هو الاعتماد على يسوع. ويؤيّد هذا خاصة اشارته الى مريم انها اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها. ان خدمة المسيح امر حسن في ذاته وان يجود الانسان بكدّ يديه فهذا عمل جميل في ذاته ايضا، ولكن قبول المسيح في القلب هذا هو النصيب الصالح. ان نصيب مرتا نزع منها لان خدمتها تموت بموتها لكن نصيب مرتا روحي خالد. كانت مرتا مخلصة في قصدها لكن مريم بلغت مرتبة افضل منها لانها طبعت نصيبها بطابع الخلود.

يقول القديس اوغسطينوس:" صالح ما فعلته مرتا بخدمتها للقديسين، لكن الافضل ما فعلته اختها مريم بجلوسها عند قدمي الربّ واستماعها كلمته.

كانت مرتا ومريم اختين قريبتين حقا ليس بالجسد وانما ايضا بالتقوى كانتا ملتصقتين بالرب تخدمانه حين كان حاضرا بالجسد.

استقبلته مريم كما تستضيف الغرباء  كخادمة تستقبل سيدها، ومريضة تستقبل مخلّصها، وكخليقة نحو خالقها. قبلته لتطعمه جسديا فتقتاد هي الروح لقد سر الرب ان ياخذ شكل العبد { فيلبي 6 :2 } لذلك صار الخدام يطعمونه بتنازله سمح لنفسه ان يقوته الاخرون صار له جسد يجوع حقا ويعطش ولكن هل تعلم انه اذ جاء في البرية كانت الملائكة تخدمه{ متى 11 :4 }؟

هكذا اذ سرّ ان يطعمه الاخرون اظهر لطفا ان يطعمه أي عجب في هذا اذ ظهر ذات اللطف للارملة التي احتكّت بايليا القديس، الذي سبق فاعاله الله خلال خدمة  غراب { ملوك الاول 6 :17 } فهل عجز ان يعوله حين ارسله الى الارملة؟

لا لم يكن يعجزه السلطان في ان يعوله عندما ارسله الى الارملة لكنه اراد ان يبارك الارملة التقية خلال خدمتها التقوية لخادمه. هكذا ايضا استُقبِل الرب كضيف، هذا الذي " جاء الى خاصته وخاصته لم تقبله، اما الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله"{ يوحنا 12 _11 : 1 } متبنّيًا الخدام ليجعل منهم اخوة، ومحررا المسبيين ليجعل منهم شركاء في الميراث . ومع ذلك ليته لا يقل لاحدكم: طوبى للذين نالوا هذه النعمة واستضافوا المسيح في بيتهم! لا تحزنوا ولا تتذمروا لانكم لم تولدوا في تلك الاوقات لتروا الرب في الجسد، فانه لا يحرمكم هذه الطوباوية، اذ يقول:" بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم"{ متى 40 :25 }.

اذا كانت مرتا تدبر الطعام وتعدّه لتطعم الرب، كانت منهمكة في الخدمة جدا، اما مريم اختها فاختارت بالحري ان يطعمها الرب. انها بطريقة ما تركت اختها المرتبكة باعمال الخدمة وجلست هي عند قدمي الرب تسمع كلماته بثبات لقد سمعت اذنها الامينة :" كفوا واعلموا اني انا الله"{ مزمور 10 :146}.

مرتا ارتبكت اما مريم فكانت متمتعة { محتفلة} واحدة كانت تدبر امور كثيرة والاخرى  ركزت عينيها على الواحد.

صالحة هي الخدمات التي تقدم للفقراء خاصة الخدمات الضرورية والاعمال الورعة التي يقدم لقديس الله... ولكن الافضل منه هو ما اختارت مريم ان تفعله. فان الاعمال الاولى لها متاعب كثيرة تمارس بسبب الضرورة اما الثانية فلها عذوبتها تمارس بالمحبة.

لو ان مرتا قد تمتعت بالشبع خلال ممارسة هذه الاعمال لما طلبت معونة اختها. هذه الاعمال متعددة  ومتنوعة اذ هي اعمال جسدية مؤقتة، حقا انها اعمال صالحة لكنها زائلة. لكن ماذا قال الرب لمرتا؟ "مريم اختارت النصيب الصالح " لست انت شريرة انما هي افضل.

اسمعي لماذا هي افضل ؟" لن ينزع عنها" في وقت او آخر ثقل الواجبات الضرورية ينزع عنك، ام عذوبة الحق فابدية... انه لن يُنزع منها، لا بل يزداد. في هذه الحياة يزداد لها. وفي الحياة الاخرى يكمل لها ولا ينزع عنها.

كانت مرتا تهتم ان تطعم الرب، واما مريم اهتمت ان يطعمها الرب. بواسطة مرتا أُعِدّت الوليمة للرب هذه الوليمة التي ابتهجت فيها مريم.

اقول ان في هاتين الامراتين مثلت الحياتين: الحياة الحاضرة والحياة العتيدة، حياة الجهاد وحياة الراحة وحياة الحزن وحياة الطوباوية، الحياة الزمنية والحياة الابدية.

 ماذا تحمل هذه الحياة؟ لست اتكلم عن حياة شريرة، رديئة خبيثة، مترفة، جامدة بل هي حياة جهاد مملوءة آلاما ومخاوف تفقدها التجارب سلامها.. واقول ان الحياتين غير ضارتين، بل ومستحقتان المديح، لكن واحدة مملوءة تعبا والاخرى سهلة..

في مرتا تجد صورة للامور الحاضرة، وفي مريم الامور العتيدة. ماتفعله مرتا نفعله نحن الان ما تفعله مريم نترجاه لنفعل العمل الاول حسنا فننال الثاني كاملا".

 ويقول القديس جيروم:" كوني كمريم تفضّلين طعام النفس عن طعام الجسد. اتركي اخواتك يجرين هنا وهناك ليدبرا بليقة كيف يستضيفا المسيح، اما انت فاذ تتركي ثقل العالم اجلسي عند قدمي الرب، وقولي له:" وجدت من تحبه نفسي فامسكته ولم ارخه" { نشيد الانشاد 4 : 3 }.

يقول القديس اكلمنضوس الاسكندري:" يامر الرب ان يترك { الانسان} حياته المرتبكة ويلتصق بالواحد، يقترب من نعمة ذاك الذي يقدّم الحياة الابدية".

ويقول القديس امبروسيوس:" جاهدت الاولى في الخدمة العاملة، واهتمت الاخرى بالعمل الروحي بكلمة الله.

اختارت مريم النصيب الصالح الذي لم ينزع عنها، فليتنا نجاهد نحن ايضا ليكون لنا ما لا يستطيع العدو ان ينزعه عنا. لتكن لنا الأُذُن الصاغية غير الشاردة لان بذار الكلمة الالهية معرضة للسرقة ان سقطت على الطريق { لوقا 13 ، 5 : 8 }.

لتمتثل بمريم التي تاقت الى الامتلاء بالحكمة وهذا هو عمل اعظم واكمل، يليق بنا الا تعوقنا الاهتمامات اليومية عن معرفة الكلمة السماوية...

لا يعيب الرب على مرتا اعمالها الصالحة لكنه يفضل عليها مريم لانها اختارت النصيب الصالح، فعند يسوع توجد كنوز الغني وهو كريم في عطاياه الوفيرة، لذا اختارت الحكمة الاساسي. هكذا لم يترك الرسل كلمة الله ليخدموا الموائد{ اعمال 2 :6 }.

اساس العملية" الحكمة " فقد كان اسطفانوس مملوء حكمة وقد اختير للخدمة... جسد الكنيسة واحد وان اختلفت الاعضاء، وكلّ منهم يحتاج الى الاخر" لا تقدر العين ان تقول لليد لا حاجة لي اليك، او الراس ايضا للرجلين" { كورنثوس الاولى21 :12 }.

ولا تستطيع الاذن ان تنكر انها من الجسد، فان وجدت اعضاء اساسية لكن الاخرى لها اهميتها. فالحكمة موضعها الراس، والعمل يقوم به اليدان لان اعين الحكيم في راسه { جامعة 14 :2 } فالحكيم الحقيقي هو من له فكر المسيح ويرتفع ببصيرته الروحية الى الاعالي لذا عينا الحكيم في راسه والجاهل في كفّه".

+29 _28 :11 وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت:طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. اما هو فقال: انما الطوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها.

هذا الكلام ينفرد به لوقا ليعلن يسوع عظمة الايمان فهي تفوق ما للامومة البشرية من عظمة وهو يقصد جميع المؤمنين وغيرهم من خصومه.

على خلاف المالوف عند اليهود رفعت ارمراة صوتها من وسط الجماهير وقد بُهرت بيسوع فهتفت مطوّبة تلك التي حملته. وفي كلامها اعتراف بيسوع المسيح وكذلك يتضمّن كلامها مدحا وتعظيما ليسوع.

لم يرفض المسيح ما قالته المراة ولم يرده وهذا موافقة منه عليه من غير قيد ولا شرط ، ولكنه وجّهها الى ما هواكثر اهمية ، فليس العلاقة الجسدية بيسوع هي التي لها الاهمية الغالبة بل سلوك الانسان تجاه كلمة الله . فالاهم هو الاستماع الى كلام الله وحفظه. وليست الطوبى _ السعادة _ اجرا منفصلا ومستقلا عن حفظ كلام الله ولكنها سعادة كامنة في طبيعة العمل بوصايا الله ، كما يقول الكتاب:" في حفظها اجر عظيم" فحيثما توجد كلمة الله كما يقول يسوع بين يدي الناس فان باب البركة مفتوح امامهم. وكما يقول  القديس يوحنا الذهبي الفم:" ان القديسة مريم قد تركت بالاكثر بهذه الكلمات اذ حملت بنفسها كما حملت بجسدها". ويقول القديس اوغسطينوس:"اقترابها كأمّ لا يفيد مريم لو لم تكن قد حملته في قلبها بطريقة طوباوية اكثر من حملها اياه في جسدها.

ويرى القديس اوغسطينوس ان هذا الحدث الالهي يمس حياة الكنيسة كلها التي تختبر حياة الوحدة كجسد واحد للرب اذ يقول:" ليته لا يفرح واحد من اجل نسله المؤقت بل بالحري بالروح الذي يربطهم بالله".

+++ هذه المادة مقتبسة من كتابنا الجديد : تفسير انجيل الاحاد والاعياد السيدية للاستاذ ميخائيل بولسن اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com