عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

احد حلول الروح القدس

من وحي الأحد_ حلول الروح القدس

2010 _05 _23

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

أحد العنصرة العظيم_ في القداس:

 إنديفونات العيد، الايصوذيكون" ارتفع يا ربّ بقوّتك...خلّصنا أيها المعزّي الصالح الخ" الطروبارية. القنداق " أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم الخ" بعد " خاصّة الخ " الارمس " لقد حبلت الخ ". الكينونيكون " روحك الصالح يهديني الخ " " مبارك أنت أيها المسيح الخ" ." ليكن اسم الرب مباركا الخ " .ثمَّ الختم بعبارة العنصرة.وحالا تبدأ صلاة المساء والسجدة { لمن يعترف بالتيبيكون }.

الطروبارية على اللحن الثامن

:" مبارك أنت أيها المسيح إلهنا.الذي أظهرت الصيادين غزيري الحكمة إذ سكبت عليهم الروح القدس. وبهم المسكونة اقتنصت يا محب البشر المجد لك".

القنداق على اللحن الثامن

:" عندما انحدر العلي مبلبلا للألسن كان للأمم مقسما وحين وزع الألسن النارية دعا الكل  إلى اتحاد واحد ولذلك نمجّد بصوت متفق الروح الكلي قدسه".

نقرا إنجيل يوحنا المقدس 52 _37 :7 و 12 :8 

مقدمة:

اعتاد اليهود أن يتركوا بيوتهم في عيد المظال ويقيموا في مظال مؤقتة لمدّة أسبوع ليتذكّروا  أنهم غرباء ونزلاء في هذا العالم.

في خلال السبعة أيام الأولى للعيد كانوا اليهود يُحضرون ماء من بركة سلوام في إناء ذهبي ويسكبه رئيس الكهنة أمام الشعب، ليعلن أن من كان عطشانا فليقترب ويشرب. إشارة إلى الصخرة التي كانت تفيض ماء على الشعب في البرية.

في هذا اليوم وقف السيّد المسيح رئيس الكهنة الأعظم ليقدّم نفسه ينبوع مياه يفيض بالمياه الحية في أعماق نفوس المؤمنين، سائلا إياهم أن يشربوا بفرحٍ من آبار الخلاص { أش 3 :12 }:"وتستقون المياه من ينابيع الخلاص مُبتهجينَ".

من أهم الذكريات لعيد المظال هو سكب الماء بيد رئيس الكهنة،وممارسة " طقس النور " تذكارا لعمود النور الذي كان يتقدم الشعب في البرية ليقودهم وسط ظلمة الليل { خر 21 :13 }:" وكان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود من غمام ليهديهم الطريق وليلا في عمود من نار ليضيء لهم ليسيروا نهارا وليلا". حتى يعبروا إلى كنعان حسب الوعد الإلهي.

الوعد بحلول الروح القدس

+ 37 :7 :" وفي اليوم الأخير العظيم من العيد، وقف يسوع ونادى قائلا: إن عطش احد فليقبل إليّ ويشرب".

الذين التصقوا بالنبي موسى شربوا ماءً من الصخرة في البريّة، أما من يؤمن بالسيد المسيح فيحمل الصخرة في داخله، وينطلق الفيض من بطنه أي من إنسانه الداخلي حيث يقام ملكوت الله.

وما معنى الماء عند اليهود؟ يدعو اليهود الماء الجاري ماءً حيًّا، لأنه دائم الحركة، ولكن في حال وجود الرب يسوع في القلب يتمتع المؤمن بنعمة فوق نعمة، تفيض هذه النعم على من هم حوله { أم 11 :10 }:" فمُ الصديق ينبوع حياة وأفواه المنافقين تستر الجور".

ليس من الغث والأمر السخيف أن نقرا أن نهرا ينبع من عرش الله،  رؤ2 _1 :22 :" وأراني نهر ماء الحياة صافيا كالبلّور خارجا من عرش الله والحمل. في وسط ساحتها وعلى جانبي النهر شجرة الحياة تثمر اثنتي عشرة ثمرة وتؤتي في كل شهر ثمرها وورق الشجرة لشفاء الأمم".

إنّ الروح بالرغم من اتحادها مع الله فهي لا تشعر بملء السعادة بطريقة مطلقة. كلما تمتعت بجماله زاد اشتياقها إليه.

إن كلمات العريس روح وحياة { يو 24 :5 }:"الحق الحقّ أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بمن أرسلني له الحياة الأبدية ولا يصير إلى  دينونة لكنّه قد انتقل من الموت إلى الحياة".

وهكذا فالروح البكر تشتاق دائما للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية.{مز 131 :118 }:"فتحت فمي وتنفست لاني تشوقت إلى وصاياك".

يتحتم على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن للرب ذاته هو النبع كما يقول  {يو 37 :7  أعلاه}:"  إن عطش احد ...".

لذلك فانّ الأرواح العطشانة تشتهي أن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة ويقول { نش 2 :1 }  ":ليقبلني بقبل فيه فان حبّك أطيب من الخمر".

 من الواجب أن نتمعن في نص نشيد الانشاد {8: 4 }:" هلمي معي من لبنان، هلمي معي من لبنان انظري من راس أمانة، من راس شنير وحرمون، من خدور{مرابض } الأسود من جبال النمور".

وما المغزى من هذه العبارات؟! يجذب ينبوع النعمة إليه كل العطشى. وكما يقول الينبوع في الإنجيل المقدس:" إن عطش احد فليقبل إليَّ ويشرب" { يو 37 :7  راجع نشيد الأناشيد للقديس غريغوريوس أسقف نيصص تعريب د.ج . ن. 1993 عظة 1 الكتاب متوفر في مكتبة الجمعية }.

+ 38 :9 :" من آمن بي كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حيّ".

من يؤمن بي ويقبلني بكوني المسيح الله الذي تنبّأت عنه الأسفار المقدسة، فانه يسكن في قلبه أو في أحشائه الروح القدس الذي يفيض حياة.

وفي العهد القديم يشبّه الروح القدس بالمطر المبكّر والمتأخر والينابيع والآبار والأنهار. { مز 9 _8 :36  واش 4 _3 :44}.

بقوله " إن عطش " يعني من يشعر بفقره للبرّ أو احتياجه إلى البركات الروحية. " فيقبل إليَّ ويشرب " لا يقف عند رئيس الكهنة ويعجب بالإناء الذهبي كما أسلفنا الذي يسكب منه قليلا من ماء بركة سلوام، بل أنا الينبوع الحيّ _ المسيح الله.

وما المقصود في الآية" البطن "؟ أين يوجد في الكتاب المقدس أن انهارا لمياه حيّة تفيض من بطنه! إذن ما المقصود :" من آمن بي كما يقول الكتاب"؟!  وهذا تأكيد أنّ المقصود هو المسيح الله. لقد سبق فقال:" فتشوا الكتب" { 39 :5 } وأيضًا :" مكتوب في الأنبياء"{ 45 :6 } و :" موسى يشكوكم " { 45 :5 } وهنا يقول الرب:" كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار" ملمّحا نحو عظمة النعمة وقد دعاها في موضع آخر " حياة أبدية" ولكن هنا يدعوها " انهار ماء".

هكذا يؤمر النبي من الرب أن يعبر إلى النهر.

+ 39 :7 :" قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأنّ الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مُجّد بعد".

الله لا يبخل بروحه على البشرية فانه خلق الإنسان ليعمل روح الله فيه، ويثبت فيه. لكن الإنسان بإرادته أعطى ظهره له ولم يقبله ويمكن تشبيه الروح بضيف يعمل في رجال الله الأتقياء والأنبياء وأحيانا في غير المؤمنين كي يجتذبهم للإيمان.

الروح القدس هو العطية العظمى وحلّ على كثيرين قبل أن يتمجد يسوع بقيامته، مثل سمعان الشيخ والقديسة مريم عند التجسد الإلهي ولكن، حلول الروح القدس بعد القيامة جاء  حلولا عامًّا على الكنيسة في العنصرة حيث نطقت بكل لغات العالم والأمم ولكن السؤال : لماذا لا ينال المؤمن بالنطق بكل لغات العالم عند عماده الآن ونواله الروح القدس؟! هرطوقي وكافر من يظن أن هذا السؤال صحيح ويكفينا أن نقرا جواب القديس اغسطينوس {عظاته إنجيل يوحنا 9 _8 :32 }.

وسؤال آخر : إن كان الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد، فكيف صنع الأنبياء في العهد القديم معجزات؟! وكيف مارس تلاميذ الرب المعجزات قبل حلول الروح القدس عليهم؟! {راجع عظة الذهبي الفم 301 _300 :59 }.

كان المسيح الرب أول من قبل الروح كباكورة الطبيعة المتجددة، لان يوحنا شهد قائلا:" إني رأيت الروح نازلا من السماء فاستقرّ عليه"{ يو 32 :1 }.

إن الرب المسيح لم يقبل الروح لأجل نفسه وذاته لا بل بالأحرى لأجلنا نحن فيه لان كل الصالحات تفيض أيضًا فينا بواسطته.

+ 42 _40 :7 :" فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا: هذا بالحقيقة هو النبي. آخرون قالوا: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب انه من نسل داود، ومن بيت لحم ، القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح؟".

قال البعض انه النبي الجليل الذي تحدث عنه النبي موسى :" بُقيم لك الربُّ إلهك نبيًّا من بينكم  من إخوتك مثلي له تسمعون".{وتث 15 :18 }.

إذ تنبّأ العهد القديم بان المسيح قادم من سبط يهوذا من بيت داود تشكك البعض في أمره واحتاروا حيث ظنوا أن ما وعد الله به النبي موسى بأنه سيقيم نبيا من وسط شعبه مثله :" أُقيم لهم نبيا من بين إخوتهم مثلك وأُلقي كلامي في فيه فيخاطبهم بجميع ما آمره به"{تث 18 :18 }.

لقد عرف اليهود أن السيد المسيح يأتي من نسل داود :" أقسم الربَّ لداود حقًّا ولا يُخلف لأجلسنّ من ثمرة بطنك على عرشك"{مز 11 : 132 }.

 وانه يولد في بيت لحم { مي 2 :5 } إذ أُشيع عن يسوع الرب انه تربى في ناصرة الجليل {16 :4 } .

+46 _43 :" فحدث انشقاق في الجمع لسببه. وكان قوم منهم يريدون أن يمسكوه، ولكن لم يلقِ احد عليه الأيادي.فجاء الخدام إلى رؤساء الكهنة والفريسيين، فقال هؤلاء لهم: لماذا لم تأتوا به. أجاب الخدام: لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان".

حدث الانشقاق لعدم فهمهم الرب المسيح ولم يفهموا دقة الكتاب المقدس، وفريق حسبه النبي وليس المسيح الله وفريق حسبه المسيح وفريق رأى فيه علامات المسيح ولكنهم تعثروا بسبب ظنهم انه من الجليل والفريق الأخير فهو الذي تبع الرؤساء وأرادوا القبض عليه ولم يستطيعوا. في حين مارس رئيس الكهنة طقس العيد لكن كل ما كان يشغله هو والكهنة والفريسيون لا أن يتمتع الشعب بحب الله ويتعرفوا على سرّ العيد، إنّما أن ينشغل الشعب بالمظاهر بينما يخطط الرؤساء بالمكيدة. بحيث بعثوا الخدام وهم جند الهيكل للقبض على الرب وما نالهم سوى الخوف والذعر حين رأوهم قادمين بدون الرب، لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن خدام الهيكل أنفسهم سينجذبون للرب وتعاليمه ويشهدوا له أمامهم بكل جرأة وجسارة بقولهم :" لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان ".لأنه لم يتكلم كانسان، ولا كانت كلماته عبارات إنسان بل هي بصواب تخص ذلك الذي هو بالطبيعة الله.

+ 52 _47 :7 :"  فأجابهم الفريسيون : العلكم انتم أيضا ضللتم. العل أحدا من الرؤساء أو من الفريسيين آمن به؟ ولكن الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون. قال لهم نيقوديموس: الذي جاء إليه ليلا وهو واحد منهم. ألعل ناموسنا يدين إنسانا لم يسمع منه أولا،ويعرف ماذا فعل؟ أجابوا وقالوا له:ألعلك أنت أيضا من الجليل؟ فتش وانظر، إنّه لم يقم نبي من الجليل".

لا غرابة إن كانت الديانة المسيحية منذ نشأتها الأولى والى الآن يظن البعض أنها تضلل، من يقبلها قد ضلّ، مقياس الحق عندهم هو قبول عدد كبير من الرؤساء له، فإذ لم يؤمن به إلا قلة قليلة منهم والغريب : كيف حسبوا هذا اتهاما ضد المسيح وليس ضد رفض الرؤساء والفريسيين الإيمان به. ومن لا يفهم الناموس فهو ملعون، عوض أن يلوموا أنفسهم إنهم أهملوا في رعايتهم وتعليمهم يحسبون الشعب ملعونا. يلقوا باللوم على الشعب في جهله عوض اللوم على أنفسهم هم في تخليهم عن عملهم التعليمي.

كان نيقوديموس فريسيا واحدا من رؤساء اليهود. احتج نيقوديموس على بطلان الإجراءات التي اتخذت ضد يسوع إذ هي مخالفة للناموس. وهنا اظهر نيقوديموس أنهم لا يعرفون الشريعة ولا يعملون بها لان الشريعة لم تأمر بقتل إنسان لم يكن قضاتها قد سمعوا كلامه أولا وهؤلاء قد نهضوا إلى القتل قبل استماع الكلام، فلذلك هم عاصون للشريعة.

بالرغم من أن نيقوديموس لم يترك عضويته في مجمع السنهدرين ليتبع السيد المسيح كتلميذ له إلا انه شهد له في وسط المجمع وفي أحلك اللحظات.

قول الفريسيين إلى نيقيديموس :" فتش وانظر" كأنهم قالوا له اذهب وتعلم، أي أن نيقوديموس لم يعرف قولا ليس في الكتاب.

+ 12 :8 :" ثمّ كلمهم يسوع أيضا قائلا: أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة".

بدون الرب يبقى الكل في الظلمة والبؤس والموت. لقد أدرك الفريسيون أن ما يعنيه بهذا انه المسيح المنتظر، إذ رمز إليه الأنبياء بالنور :" قومي واستنيري فإنَّ نورك قد وافى ومجدَ الربِّ أشرق عليكِ.هكذا قال الرب فادي إسرائيل وقدوسه للذي هو رذالة النفوس ورجس الأمة لعبد المتسلطين. إن الملوك ينظرون ويقومون  والرؤساء يسجدون لأجل  الرب الأمين وقدوس إسرائيل الذي اختارك" {أش 1 :60 و 7 :49 و 9:9 }.

ومن لا يسلك في الظلمة هو الذي يخلص من الجهل والخيانة والخطية. يرى البعض أن الحديث هنا يشير إلى عادة كان يمارسها اليهود حيث يضيفون إلى عيد المظال يوما تاسعا فيه يخرجون كل الكتب المقدسة من الصناديق ويضعون مكانها مشاعل منيرة إشارة  إلى ما جاء في سفر الأمثال { 23 :6 }:"لانَّ الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخ التأديب طريق الحياة".

 

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com