عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

تبتهج روحي بالله مخلصي

تهنئة العذراء : Lc 1,46-55

تعليق على الإنجيل
القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة
عظات عن الإنجيل

تبتهج روحي بالله مخلّصي

"تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي". إنّ المعنى الأوّلي لهذه الكلمات هو بالتأكيد إعتراف مريم بالعطايا التي أنعم الله بها عليها بصورة خاصّة، ولكن بعد ذلك فإنّها تُذكِّر الجميع بأنّ الله لا يتوقّف أبدًا عن إغداقه النِّعَم على الجنس البشري.
إنّ النفس البشريّة تمجّد الربّ عندما تُخصِّص كلّ قواها الداخليّة من أجل خدمة وتسبيح الله؛ وعندما تُبرهن إنّها لا تحيد عن رؤية قوّته وجلاله من خلال استسلامها للتعاليم السماويّة. وتبتهج الروح بالله مخلّصها عندما تفرح كلّ الفرح وهي تتذكّر خالقها الذي منه ترجو الخلاص الأبدي.
هذه الكلمات تعبّر، بدون شكّ، تعبيرًا دقيقًا عمّا يفكّر فيه جميع القدّيسين، غير أنّها ملائمة بصفة خاصّة لأنّها لفظت من قبل والدة الله المباركة التي منحها الله امتيازًا خاصًّا، فكانت تشتعل بحبّ روحي لذاك الذي سعدت بحمله في جسدها. لقد كان لديها سبب حقيقي، أكثر من جميع القدّيسين، لكي تبتهج فرحًا بيسوع –أيّ مخلّصها-  لأنّها علمت بأنّه مصدر الخلاص الأبدي، وعلمت بأنّه، في ملء الزمن، سيولد من أحشائها، مَن سيكون حقيقةً ابنها وإلهها...
لذلك، فإنّ استخدام نشيد مريم هذا في صلاة الغروب لهو استخدام رائع وخلاصي يعطّر الكنيسة المقدّسة. يمكننا أن نتوقّع أن تلتهب أرواح المؤمنين، وهي تتذكّر تجسّد الربّ، بحماسة أكبر، وأن تشدّد الأمثلة المتكرّرة عن القدّيسة مريم إيمان تلك الأرواح. وأرى أنّ صلاة الغروب هي الوقت المناسب، لكي نعود فيه إلى نشيد مريم، وذلك لأنّ روحنا، التي تكون متعبة ومشتّتة خلال النهار في اتّجاهات مختلفة، تكون بحاجة في وقت الراحة إلى استجماع واستعادة وحدة انتباهها.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com